@ABFadaaq بين كل فترة وفترة نسمع ضجيجا حول المناهج التعليمية في البلدان العربية والإسلامية بالعموم، وبلادنا الغالية بالخصوص، وينحصر كلام الحاقدين، الذي بدؤوه قبل نحو 20 سنة، في المناهج الدينية بشكل أساسي، وأنها لا تتماشى وفق رؤاهم التغريبية، دون مراعاة منهم لخصوصيات الدول، وما تستند عليه من ثوابت دينية واجتماعية وسياسية. مناهج المعترضين، وبقراءة خاطفة لها، ليس فيها إلا التمجيد لشخصياتهم، ولدينهم، ولهويتهم، وثقافتهم الخاصة عن الحروب، ونزعتهم غير المخفية عن الماديات، وسعيهم الدؤوب من أجل محو كل تفكير يؤدي إلى العدل في مختلف القضايا التي تهم الناس أجمعين؛ ومصيبتنا الكبرى ـ أراها واضحة في ـ تلقف البعض لكلام الآخرين، وتصديقه دون التعرف على ما عندهم، والمصيبة الأكبر دخول غير التربويين في هذا المعترك، واجترار كلام غيرهم. لا يخالجني شك في أن قضية تطوير أو تعديل المناهج، من الضرورات العامة، ليس في وقتنا الحاضر، بل في كل وقت، والسبب أن حياتنا لا يمكن ثبوتها على حال، والحاجات تتغير، والمؤثرات كثيرة، ومن هذه الحيثية ليس خطأ أن نعود دوما للمناهج، ونعدل ونطور، ونجاح هذا يتوقف على وجود وتشغيل المخلصين والموثوقين والمتمكنين، والذين لديهم شجاعة في مواجهة العصر والواقع، وألا يكون التطوير منحصرا في الشكل دون المضمون، فضلا عن أمور أخرى مهمة كمراعاة المراحل العمرية، وإعداد المعلمين الأكفاء، والمباني المشجعة، وغير ذلك مما يراعي مصالح الناس، ويضبط لهم حياتهم، ويبعدهم عن الميوعة والغلظة. نحن هنا في المملكة العربية السعودية، تعوّدنا على التطوير المستمر في كل مناحي حياتنا، والمناهج الدراسية تحديدا لها النصيب الكبير من هذا التطوير؛ وببسالته المعهودة ناقش ولي العهد الأمين، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قبل مدة، في لقاء تلفزيوني أجرته معه شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية، إشكالية غزو فكر جماعة «الإخوان المسلمون» لنظام التعليم لدينا، ومضيه قدما في اجتثاث كل من ينتمي لهذا الفكر، أو يتعاطف معه؛ خلال الفترة القصيرة المقبلة، وهذا التوجه ورد في كلام وزير التعليم السابق، الدكتور أحمد العيسى، الذي ذكر أن توغل جماعة الإخوان في التعليم حقيقة لا تقبل النقاش، وأن بعض رموزهم هربوا من بلدانهم، في حقبتي الستينات والسبعينات، وانخرطوا والتحقوا بقطاع التدريس في التعليم العام والتعليم الجامعي، وكان ذلك سببا مباشرا في تأثر عدد من المعلمين والمسؤولين والمشرفين، الذين ساهموا في صياغة المناهج الدينية، وتنظيم ما يتوافق مع منهجهم المتطرف. استيعابنا للانحرافات وللشوائب في مناهجنا، نابع منا، وتصحيحها نقوم به نحن، وجهودنا مستمرة في إعادة صياغتها، وضمان خلوها من سموم المنحرفين، وسنستمر ـ برغبتنا ـ في منع كتبهم، وإبعاد كل من يتعاطف مع الأفكار المتشددة، ولا ندعي أننا انتهينا من تخليص الدارسين من الضالين، فالمناهج وتطويرها وتعديلها تحتاج إلى جهد متواصل، وإلى يقظة جميع المهتمين بتنظيف نظام التعليم من فكر الجماعات المتشددة، والمهتمين بنفض المناهج الدينية من غث الذين لا يرون في الدين إلا أنه أداة للترهيب والتشديد والإقصاء والتصنيف، والذين لا هم لهم إلا في إشغال الناس بما يلهيهم، والسيطرة والوصاية على العقول، والإيهام بأنهم (الفرقة الناجية)، وغيرهم خالد مخلد، في الدرك الأسفل من النار. نافذة لا يخالجني شك في أن قضية تطوير أو تعديل المناهج، من الضرورات العامة، ليس في وقتنا الحاضر، بل في كل وقت، والسبب أن حياتنا لا يمكن ثبوتها على حال