مواجهات نصف نهائي مسابقة كأس الملك على مسافة واحدة للرباعي المتأهل الهلال والتعاون والاتحاد والنصر، في مثل هذه النزالات يبقى الطموح والهدف والرغبة واحدا، وسيغيب فارق النقاط والترتيب، والكلمة الأخيرة للفريق الذي يملك القدرة على تحقيق الكسب والوصول للنهائي المختلف في مثل هذه الظروف.

الأصفران يلتقيان مجددا وجها لوجه في جدة في نزال تتساوى فيه القوى، وستغيب الأجواء التي خالجت المواجهة الأخيرة تحديدا، والمتمثلة بالحفاظ على قمة الترتيب والهروب من دائرة الخطر، الفرص متساوية ومن يملك الأسلحة التي تنهي الصراع الأقوى ستكون له الغلبة والوقوف كطرف في النهائي الغالي، المقاييس مختلفة في النزالين عطفاً على تكامل الصفوف، وربما أن الهلال قد يكون الأقل حظوظا على اعتبار أن عناصره منهكة من جراء زخم المشاركات المتعددة الآسيوية والعربية وكأس الملك والدوري، وهي خطوات لم تحدث لأي فريق آخر، وهذا ما يعطي الفرصة لأن تكون أصابع الترشيح تصب لمصلحة التعاون المدجج بالعناصر الأجنبية الثمانية، على عكس صاحب الأرض الذي يفقد فعالية ثلاثة من أجانبه بداعي الإصابة وعدم الجاهزية، والأكيد أن تأهل التعاون ليس بغريب فقد سبق أن كان طرفاً في نهائي كأس الملك عام 1990، حينما واجه النصر وكان سكري القصيم أحد فرق الدرجة الأولى، واللافت أن النصر في ذلك العام تخطى الاتحاد في دوري الأربعة بضربات الترجيح، فهل يعود المشهد مجدداً ويلتقيان بعد ثلاثة عقود أم تكون للاتحاد كلمة بقدر ما جسده في لقاء الفريقين في الدوري، والهلال أيضاً لا يمكن أن تتنبأ بما يفعله لأن الكبار لهم شخصية مختلفة قد تظهر في لحظات وتطيح بالتوقعات، والرباعي المتأهل في الوقت الحالي هم الأكثر جاهزية وتحديداً النصر والتعاون ثم الاتحاد والهلال، وربما أن العميد تغيرت صورته في المشاركات الأخيرة بداية من الجولة الخامسة والعشرين، حيث وصل لاعبو العميد إلى مؤشر جيد من التكامل الفني والنفسي والبدني والانصهار الأدائي، فهل يفعلها الاتحاد للمرة الثانية على التوالي أمام النصر ويتأهل أم يردها فارس نجد في معركة لا تقبل القسمة؟ في حين أن مباراة الهلال والتعاون قد تكون أقل إثارة وندية من موقعة السبت التي تعد قنبلة الموسم بين التأكيد ورد الاعتبار. ثمة جانب آخر، نجح رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل في تحويل تبعات الخسارة في البطولة العربية من محيط الإدارة والمدرب زوران إلى صراع بارد مع الرئيس السابق سامي الجابر.