من أبرز سمات الخوارج الواردة في النصوص الشرعية أنهم يقتلون أهل الإسلام، ويدَعون أهل الأوثان، وأنهم يعمدون إلى آيات نزلت في الكفار فيجعلونها في المؤمنين، وأنهم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم.

كنت أستحضر هذه النصوص الشرعية وأنا أستمع لمقطع سجله أفراد من الخوارج تضمن منكرا من القول وزورا، ثم بعد قولهم السيئ أتبعوه بعمل إجرامي في محافظة الزلفي، يتخبطون في الظلمات، (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور).

إنهم لزيغهم يعكسون الحقائق تماما، ومن ذلك قولهم عن دولتنا السعودية: (لا يخفى على كل مسلم أنهم بدلوا شرع الله، وحاربوا الإسلام والمسلمين، ومكنوا لأعداء الله من اليهود والنصارى والرافضة).

هكذا يفترون الكذب، ويقلبون الحقائق، وهم لزيغهم - كما يعلم المتخصصون- إذا تحدثوا عن الإسلام والمسلمين، فإنما يقصدون (بالمسلم) داعش ونظام الخميني وأدواته في المنطقة، وما سواهم فليس بمسلم عندهم؟ والإسلام عندهم: هو تصرفاتهم الهوجاء، التي يؤزهم إليها نظام الخميني وأدواته في المنطقة.

فقولهم عن السعودية: حاربوا الإسلام والمسلمين، يقصدون بالمسلمين: الخوارج والدواعش ونظام الخميني وأدواته في المنطقة، ويقصدون: بالإسلام سلوكهم الإجرامي، من سفك الدماء، والسعي في الأرض فسادا.

فهم يسمون الأشياء بغير اسمها، كما هو دأب أهل الأهواء، ولا ريب أن قتل الخوارج سنة ماضية لحديث (فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة).

وهم يعلمون أن العلماء الراسخين وعموم المسلمين السالمين من الأهواء، المتبعين للنبي عليه الصلاة والسلام، يشهدون أن الدولة السعودية لا نظير لها في العصر الحاضر من جهة تطبيق الشريعة، ونصرة الإسلام والمسلمين.

وإذا كانت السعودية لا تحكم بالشريعة - كما يزعمون - فهل نظام الخميني وميليشياته، الذي يقودهم ويزجهم ليخربوا بيوتهم بأيديهم هو الذي يطبق الشريعة، وينصر الإسلام؟.

نعوذ بالله من عمى البصيرة، إن كل مطلع على الحقيقة يعلم أنه لا توجد دولة دستورها ينص على التحاكم إلى الكتاب والسنة، وقضاتها يحكمون بالشريعة فقط، ولا سلطان عليهم غير سلطان الشريعة، إلا الدولة السعودية، وكل مطلع يعلم كذلك أن نصرة الدولة السعودية للإسلام والمسلمين وخدمة الحرمين الشريفين وزوارهما، تُعد مضرب المثل في الحسن والتمام، ومع أن الكتب مليئة بتوثيق ذلك، إلا أن ما تراه العيون من جهود في خدمة الإسلام والمسلمين لا ينكره إلا من أنكر الشمس في رابعة النهار، ليس دونها سحاب.

ولكن هؤلاء المخذولون الخوارج لا يعقلون، فهم مجرد قطيع وأدوات لنظام الخميني وأتباعه من دول الشر، ولذلك سلم منهم كل عدو للإسلام والمسلمين، بينما سُلّطوا على مأرز السلام، ومهبط الوحي، وأنصار التوحيد، مصداقا لحديث (يقتلون أهل الإسلام...)، ومع أني لا أقر أي اعتداء أو تفجير في أي بلد في العالم، إلا أنني أتساءل: لماذا لم يقع شيء من جرائمهم في إيران أو قطر أو في إسرائيل؟ لم يحدث ذلك قط، وإنما فقط في السعودية، لماذا؟ هذا يدل على أنهم ليس لهم من الأمر شيء، يُدارون من نظام الخميني وأدواته.

1ـ وأما قولهم: مكنوا لأعداء الله.. فهذا الوصف هم أحق به وأهله، هم الذين يعدون جنودا لأعداء الله، فمَن الذي أرسلهم؟ ومن الذي بايعوه؟ ومن الذي اتخذهم أداة للتنفير من دين الله؟ أليسوا هم أعداء الله، فما بالهم لا يفقهون حديثا.

2ـ وأما قولهم: فوالله لنزأر لديننا، نقول: إن دينكم هو دين الخوارج، وليس دين الله، وقائدكم نظام الخميني وأدواته من دول الشر، وأما زئيركم فعويل الكلاب، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصف الخوارج بالكلاب، وأنهم شر قتلى تحت أديم السماء، وقد رأيناهم صرعى بحمد الله، كلما خرج منهم قرن قُطع، فطوبى لمن قتلهم أو قتلوه كما جاء في الحديث.

3 - أما قولهم: ما خرجنا إلا لنصرة دين الله، وإعلاء كلمته، فنعوذ بالله من الضلال، هل نصرة دين الله تكون في قتل أهل الإسلام الذين يسهرون لحفظ أمن الحجاج والمعتمرين والمصلين، وهل إعلاء كلمة الله يكون بزعزعة الأمن، وسفك دماء أهل الإسلام، وخدمة نظام الخميني وأعوانه؟

4 - وأما بيعتهم للبغدادي، فهذا دليل انسلاخهم من الشريعة، يفرون من البيعة الشرعية لإمام المسلمين في بلادنا والتي أمر الله ورسوله بالتزامها، ويبايعون من نهى الله ورسوله عن بيعتهم من الأحزاب والرايات العمية والأشخاص المجاهيل، وهكذا فكل من ترك السنة فإنه يقع في البدعة، وصدق الله تعالى (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).