أحداث دراماتيكية شهدها موسمنا الكروي الحالي، وتحديدا في الجزء الأخير. استقالاتٌ وإقالات داخل أروقة اتحاد القدم، أسماء تغادر وأخرى تحضر بثوب جديد، لم يسبق لها أن ظهرت على السطح. الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل إن نسق العمل لم يلبس غطاء السرية. خطاباتٌ تُسرب في وقت كان يفترض ألا تخرج عن دائرة العمل، وهذا -بلا شك- نتاج لن أقول للفوضى، وإنما لغياب الانضباط، ووصل الأمر إلى الرد من اتحادنا العزيز في المشهد العام، في محاولة لإقناع الشارع الرياضي بعدم الاكتراث.

حقيقة، لم نكن نتمنى لاتحاد يحظى باهتمام من القيادة، ودعم لا محدود، أن يصل إلى هذا المؤشر من الارتباك، والصحيح أن السياسة التي يسلكها في آلية العمل لم تكن مواكبة للطموحات، ويبدو أن ما يحدث لاحت بوادره من الوهلة الأولى التي تزامنت مع تغيير جدول المسابقات ذات مرة بصورة مزعجة، وقرارات غريبة، لعل أبرزها استمرار الدوري في الوقت الذي كان منتخبنا يخوض معترك البطولة الآسيوية، وتلك الحادثة لم يسبق أن لاحت في منافساتنا، وبالذات بعد دخول سلك الاحتراف الحقيقي.

أشياء وأشياء ظهرت على السطح، تحتاج إلى التوقف عندها ومعالجتها، ولن نقول للنسيان، وإنما التحقيق في كل المخالفات، وكشف الأخطاء وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي، لردع مثل تلك الصورة المهزوزة التي لا تتناسب مع الطموحات والآمال.

4 رؤساء وقفوا على صهوة الاتحاد في أقل من 6 أشهر، و3 قادوا لجنة الحكام خلال أشهر لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة، والحال ذاتها لبقية اللجان التي لم تسلم من الإقالات والاستقالات، في مشهد لم يسبق أن عشناه ولن تستكين الأمور إلا بالحزم والعدل والاستقرار، وهذا ما يتعين أن نعمل به منذ اللحظة التي ينتهي فيها الركض، وتتضح معالم البطل الجديد لدوري هذا العام، والأهم إيقاف نزيف الربكة التي تعتري أجواء المشهد لاتحاد مرتبط مباشرة بـ«فيفا»، ولهذا يفترض أن نكون أكثر تنظيما وعملا، لنحقق ما ينشده المتابع ونترجم الجهد المبذول، وتسخيره لمصلحة رياضتنا الحبيبة.

بقى أن نهنئ الفرق التي تأهلت إلى دور الـ16 لدوري أبطال آسيا، والثناء موصول لفريق التعاون الذي دخل تاريخ البطولات من أوسع أبوابه، بعد فوزه بكأس خادم الحرمين الشريفين، لتتوسع رقعة الأبطال، فبعد الفتح حضر التعاون.