لماذا محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؟ لأنه إرادة ملك، وبيعة شعب، لأنه نتيجة طبيعية لديالكتيك التاريخ السعودي في العصر الحديث. قفز بالشعب الشاب إلى مستوى طموحاته الشابة. اختصر المسافات في السياسة السعودية حتى على المستوى البنيوي العميق في هيكل الدولة. ليخلق من (دولة الرجال) جيلا جديدا من (رجال الدولة)، ويخلق من (الرعايا) في نظام ريعي، (مواطنين) في دولة المواطن. لماذا محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؟ لأنه فاق التوقعات، وتجاوز قنطرة الهنَّات الفتية، إلى ساحة العمل السياسي العريق والحكيم لجده وأعمامه ووالده، فكان فخرا لشعبه الشاب بلحيته الكثة، يرجو منه الكهول كل فأل طيب قد يدركون بعضه وقد لا يدركونه، فاستودعوه -بعد الله- فلذات أكبادهم، لزمن لم يعرف منه الآباء سوى حكاية اكتشاف البترول، كنعمة يسّرت لزمن الأحفاد حكاية اكتشاف الذات السعودية في الإنتاج الصناعي والثقافي والسياحي، لينتهي تاريخ هِجَر الوبر وقُرى المدر في المملكة السعودية إلى بطون الكتب، ويبدأ تاريخ المدن الصناعية والثقافية والسياحية شاهدا على زمن سعودي سيبقى علامة فارقة لكل منصف -أو حتى غير منصف- قارئ لتاريخ جزيرة العرب ولو بعد مئات السنين، فشمس السعودية على جزيرة العرب لا يغطيها غربال حاسد أو جاحد. لماذا محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؟ لأنه قائد حرب اضطرارية عادلة، لم يبذل فيها حتى هذه اللحظة كامل ترسانته من القوة العسكرية الإستراتيجية، بل يعطيها حجمها المطلوب من إيلام الخصم الجاهل لعله يفيق ويرجع، لإدراكه البعيد أن الجاهل أخ في العروبة، وإن أغرته رطانة فارس، فحتى هذه اللحظة يعطي لأبناء الجوار الشقيق داخل بلده من ميزات الإقامة، ما لم يعطه لرعايا دول عربية صديقة، وتلك هي العزة الحقيقية للدولة السعودية، فالحرب لأجل المبادئ السياسية المعترف بها دوليا، وليس لأجل عَتَهٍ وطغيان فارسي، ومعه ذيله الإخواني والسروري، وقبله طغيان بعثي، وقبله طغيان ناصري، وكلها تكسّرت كالزجاج الهش على صخرة المبادئ السياسية السعودية الرزينة، التي يؤمن بها كل من أدرك أبجدية السياسة الواقعية، لدولة تؤمن برفاه شعبها وصيانة كيانها، فلا مكان في الساحة الدولية لعنت الزعامة الأجوف، هكذا التاريخ يقول، حتى ولو كانت من فم ستالين وهتلر وموسوليني. المملكة العربية السعودية، دولة تقرأ فيها سيرة المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، من بطون الكتب لعرب وعجم، فتعرف من قلب صادق، وعقل عادل، أنه عبقرية اللحظة التاريخية التي يصعب تكرارها في القرن الماضي، وأن محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يحمل إرهاصات الميلاد الجديد لهذا القرن، في دولة نرجو فيها قفزة على جميع المستويات وعلى رأسها دولة (المواطن)، في الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي وقعتها الدولة في اتفاقياتها الدولية، وهي تعد نفسها في رؤية 2030 لتلك الاستحقاقات التي تشبه فعلا تحولات التقنية الحديثة، بين جيل عاش دهشة المذياع وتحريم التلفاز، إلى جيل يقتحم التقنية ووسائل التواصل اقتحاما، في دولة لم تصطنع انغلاقا في وجه العالم، بل استعدادا جادا في بناء بنية تحتية معنوية لمرحلة نرجو فيها ما لم يتخيله الآباء لأبنائهم وأحفادهم. لماذا محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؟ لأنه ابن جلالة الملك (سلمان) الذي أحببناه كأمير قبل أن يكون ملكا، فهو المثقف التاريخي، والسياسي، إنه خلاصة عقود من المعاصرة للموحد المؤسس، ثم خمسة ملوك من أبناء المؤسس، باختلاف أزمانهم وتقلباتها في السياسة الدولية، فكان الذروة التاريخية الطبيعية لميلاد عهد جديد بولي عهد من الأحفاد. إن جلالته عميد أسرة ندين لها كشعب بالولاء، وتدين لنا بالوفاء، كعقد اجتماعي حديث يتجلى في مقام (الملك) كرأس لهرم الدولة، نسير في تطور هذا العقد الاجتماعي وفق أصالتنا وطبيعتنا العربية، بأبواب مفتوحة، وقلوب حكيمة، تعطي للجاهل العامد حقه من الحزم، كما تعطي المخطئ عن غفلة حقه من الحلم، ولنا في المستقبل أمل أكيد، ومجد تليد، أسرة ملكية لها في كل جهة من جهات دولتها الأربع نسب وصهر، وشعب تجاوز نظام التابعية إلى نظام المواطنة، وملك يدرك المنعطفات التاريخية، وولي عهد اجتمعت فيه إرهاصات المرحلة، فكيف لا نكرر واثقين: «لنا في المستقبل أمل أكيد، ومجد تليد». نافذة لماذا محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؟ لأنه قائد حرب اضطرارية عادلة، لم يبذل فيها حتى هذه اللحظة كامل ترسانته من القوة العسكرية الإستراتيجية، بل يعطيها حجمها المطلوب من إيلام الخصم الجاهل لعله يفيق ويرجع