تمضي الأزمة اليمنية لتقطع عاما تلو آخر، في مشهد لم تعرف له البشرية بشاعة، اقتاتت أمم بمكاتبها على هذه الأزمة، التي كان سببها الأول والأخير عصابة الحوثي المدعومة من إيران الطائفية.

فكان التعليم في مدارس قم، والتدريب في معسكرات الحرس الثوري، والخبراء يتعلمون ويعلمون أبناء الحوَثة طريقة البشاعة والغدر والخيانة، وصناعة الأسلحة والتدريب عليها، حتى أقامت آلياتها على مشارف صعدة لسنوات طويلة، وفي كهوفها.

ومنذ 1979 وملالي طهران يربون الحوثة، وميليشيات طهران وحكومة اليمن حينها كانت تراعي هذا المسلك المشين، إبان حكم علي صالح، حتى نبت ريش الحوثيين وتدربوا وتعلموا وقاموا بالانقلاب، ومسرحياته على علم ودراية من المنظمات الأممية، وبكل أسف، لأن لها -كما يقول المراقبون- حساباتها مع بعض المنظمات التي تعمل داخل اليمن.

فاستعانت الحكومة الشرعية بقيادة عبدربه منصور هادي، بالمملكة وبقرارات أممية أهمها 2216، ثم جاءت عاصفة الحزم والعزم لتحيّد الانفلات في اليمن، وجلس العالم يراقب ما يتم في أرض اليمن السعيد، حتى وصلت إلى مهزلة المبعوث الأممي مرة تلو أخرى، ومراوغاتها بعقد اجتماعات بدأت من الكويت ثم عادت إلى الأردن، ثم جنيف والسويد، ولم تفلح إلا في حالة واحدة، وهي تمديد أمد الحرب لتستمر حتى اليوم الذي يشاهد العالم فيه خروقات الميليشيات لمواثيق وقرارات الأمم المتحدة، وغضّ الطرف عن كل تصرفاتها التي لا تخفي على العالم كله، من تجنيد للأطفال وسجن للنساء وترويع للأمنين، وسرقة لأموال الإغاثة وتربّص بالغدر لمبعوث الأمم المتحدة، الذي حاولوا اغتياله وبتواطؤ أممي، حتى رأينا وجهة نظر بريطانيا بإرسال جريفيث الذي رجح في كل لقاء كفة الحوثي، دون حياء من المنظمات الدولية وحقوق الإنسان، حتى تم إهداؤها عربات جديدة تساعدهم على التنقل، إلى أن وقف العالم اليوم متسائلا وهو يعلم جيدا الإجابة: أين الدور الأمّمي؟.

لماذا هذا التخاذل حتى تأتي خروقات واعتداءات الحوثي على بلاد الحرمين، ومصالح العالم من الطاقة، واليوم على المنشآت الحيوية مثل مطار أبها الذي يكتّظ بالمسافرين؟.

الجميع يدرك تماما أن الحل الآن بيد التحالف لا غير، وأن المملكة من حقها الاحتفاظ بالأدلة، وإيقاع أشد العقوبات على ملالي وميليشيات طهران، ومرتزقة الحوثي، لقد طفح الكيل أيها العالم والأمم المتحدة في سبات تغضّ الطرف عن كل هذه التصّرفات، وتكتفي بكلمة قلقة. والاتحاد الأوروبي يصف العمل بالاستفزازي ويمثل تهديدا للأمن الإقليمي، لقد سمعنا هذا كثيرا عن منصات الأمم المتحدة، لكن الصورة -وبالتأكيد- ستتغّير بفضل سياسة الحزم الذي يتحرك خلالها التحالف ومعه المملكة، لكن أن يصل التخريب والاستهداف إلى المملكة فإنني أذكّر الأمم المتحدة وغيرها بكلمة «اتّقِ غضبة الحليم»، فالصبر دائما له حدود، وننتظر -ومعنا العالم- وقفة حازمة تنهي هذه الأزمة التي تتحرك بأوامر طهران وأموال الإرهاب.

آن الأوان ليقول العقلاء: طفح الكيل أيها الأمميون، ولا بد للصبح من فلق، ولليل من انجلاء بإذن الله، يأخذها قائد الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز، وقائد الدفاع الأول بالمملكة الأمير محمد بن سلمان.

حمى الله ديارنا وأبناءنا من كل مكروه.