هناك ثلاثة أنواع من النقد.

أولها: نقد يورد الإيجابيات، وقد يبالغ فيها ويتجاهل السلبيات وقد ينكرها ويهاجم من يذكرها، وربما زايد على وطنية من يوردها وقد يتهمه بالخيانة.

ثانيها: نقد يورد السلبيات، وقد يبالغ فيها ويتجاهل الإيجابيات وقد ينكرها ويهاجم من يذكرها، وربما زايد على حرية من يوردها وقد يتهمه بالتطبيل.

ثالثها: نقد وطني يورد الإيجابيات لا على سبيل المحاباة، ويورد السلبيات لا على سبيل التحريض على الوطن وقيادته.

وهذا النوع الثالث هو الذي يجب أن يسود، فذكر الإيجابيات من العدل والتحفيز، كما أن ذكر السلبيات من الإصلاح والتطوير، ولذا أقامت الدول مجالس برلمانية للرقابة على أداء حكوماتها، كما أن الإعلام كعين ثالثة وسلطة رابعة يقوم بهذا الدور دون محاباة لهذا المسؤول ولا تحامل على ذاك وإنما نقد وطني، ويجب عدم الخلط بين من ينقد لبث الإحباط كإحدى أدوات التجنيد التي تلجأ لها التنظيمات المتطرفة إلى نشر هذا النوع من النقد في المجتمعات بغرض تفعيل آلياته لتجنيد العناصر وتحقيق أهدافه عبر نشر حالات اليأس وفقدان الثقة في الذات والمجتمع وترسيخ صور ذهنية خاطئة تدفع إلى رفض الواقع وبث الإشاعات والمزاعم المغلوطة لضرب العلاقة بين الفرد والمجتمع، وبين من ينقد بروح وطنية للإصلاح والتطوير ومكافحة الفساد والتقصير، ولذا ساد اليوم هذا النقد الإيجابي في «تويتر» بروح وطنية، وغاب جزئياً عن الإعلام التقليدي لاسيما الصحف وكُتابها.