مفارقة عجيبة بين البيت الهلالي والنصراوي، تتمثل في أن الكيان الأزرق ليس لأحد، ولا يعلو بريق نجم فوق هام هذا الهلال.

شخصيته ثابتة لا تتبدل حتى في أحلك الظروف، مترابط الصفوف، من الصعب تفتيته، وما حدث للفريق في الموسم الماضي تأكيد على تلك الحقيقة.

واجه الهلال تقلبات متباينة على الصعيدين الإداري والتدريبي طالت اللاعبين، وكانت هناك ظروف خانقة تعصر البيت الأزرق، جثمت عنوة، وتماسك الهلال وخرج ببطولة، وتصدر أقوى المجموعات الآسيوية، ووصيفا للدوري بفارق نقطة، وخسر العربية في الرمق الأخير بخطأ تحكيمي فادح، كما حدث في كثير من المباريات التي خاضها في مشوار الدوري. هذا حال الهلال الجريح.

في حين كان النصر يرفل في ثوب مغاير، استقرار داخل المعلب وخارجه، ويعيش حظوة خاصة، والحصيلة بطولة خطفها بطريقته الخاصة، تغنت بها جماهيره، وربما لعطشهم كان له دور في الرقص الذي لم ينته.

ورغم الأجواء المتباينة في البيتين، رجال الهلال تسابقوا على الرئاسة، وتقدم أكثر من شخصية، لأن البيئة والأرضية ثابتتان، فقط تحتاجان إلى الترتيب ليعود الهلال شامخا. في حين لم تتقدم أي شخصية نصراوية لاستلام كرسي الرئاسة بعد مغادرة السويلم، الذي يرونه استثنائيا بالبطولة اليتيمة، ولا ريب أن النصر حاليا يعيش أفضل حالاته استقرارا على جميع الأصعدة، وفي مثل هذه الظروف تنبري عدة أسئلة: هل لا توجد شخصيات نصراوية قادرة على تكملة المشوار؟

أعتقد أن هذا ليس صحيحا، فالبيت الأصفر يملك رجالات كُثرا، غير أن التواري عن المشهد، وعدم تقدم المرشحين يثير علامات التعجب، وما دام أن الشيء بالشيء يُذكر، فبعد وفاة الأمير عبدالرحمن بن سعود، أكمل ابنه الأمير ممدوح المسيرة حتى نهاية الموسم، ثم كُلف الأمير سعد الفيصل وقدم استقالته خلال أشهر قليلة، ثم كُلف المشيقح واستمر التكليف فترات طويلة، حتى شُكلت إدارة الأمير فيصل بن عبدالرحمن، ويبدو أن الإحجام ليس وليد اليوم.

اللافت، أن البيت الهلالي مع مطلع كل فترة، يظهر فارس جديد بملامح مختلفة، ويحقق الأمجاد ثم يترجّل، كحال النجوم التي تقوده وسط الميدان، وفي كل الأحوال لا يمكن أن تكون لها الرمزية، لأن نجومية الهلال يصنعها اسمه وقيمته، التي تقف أحادية عن البقية.

كرسي النصر المغري توارت عنه الأسماء، وكرسي الهلال الذي يحتاج إلى عمل كبير تهافتت عليه الشخصيات. وهنا يبقى السر في وقوف الهلال شامخا في سماء البطولات والأمجاد.