فيما عكست نتائج قمة قادة دول مجموعة العشرين التي استضافتها مدينة أوساكا اليابانية، استشعار دول المجموعة لمسؤولياتها نحو بناء مستقبل اقتصادي يتمحور حول الإنسان، ومواجهة التحديات الديموغرافية والتقنية، يستكمل قادة المجموعة العام المقبل في الرياض، مواصلة تقديم المبادرات الاقتصادية تجاه استقرار شعوب العالم ومستقبل البشرية، ومنها صياغة حوكمة عالمية للمدن الذكية في قمة الرياض 2020، بعدما تم تصعيد تكنولوجيات المدينة الذكية لأول مرة وحوكمة التكنولوجيا العالمية إلى أجندة القمة في أوساكا في التزام من أضخم الاقتصادات في العالم كي يعملوا معًا ويحددوا القواعد والقيم بالنسبة للمدن الذكية.

تحالف عالمي

أكد تقرير نشره موقع The World Economic Forum "المنتدى الاقتصادي العالمي" أن المنتدى، بالتعاون مع رئاسة مجموعة العشرين التي استضافتها مدينة أوساكا اليابانية، قاد الجهود العالمية الجديدة لإنشاء قواعد ومبادئ توجيهية عالمية لتنفيذ تكنولوجيا المدن الذكية في قمة أوساكا، متوقعا استكمال المشاورات والجهود في القمم المقبلة وأولها قمة الرياض 2020 لتعزيز الحوكمة الجديدة للمدن الذكية. ولفت التقرير إلى إنشاء "التحالف العالمي للمدن الذكية" الذي سيحقق تطورًا في كيفية استخدام التكنولوجيا في الأماكن العامة والترويج للمبادئ الأساسية بما في ذلك الشفافية والخصوصية والأمان.

جمع واستخدام البيانات

قال التقرير إن تكنولوجيات المدينة الذكية لأول مرة وحوكمة التكنولوجيا العالمية قد تم تصعيدها إلى أجندة رئيسية في قمة اليابان، وتم اختيار المنظمة الدولية للتعاون بين القطاعين العام والخاص، كي تكون سكرتارية للتحالف العالمي للمدن الذكية لدول مجموعة العشرين الجديد.

ويقوم التحالف بتوحيد الحكومات البلدية والإقليمية والوطنية، وشركاء القطاع الخاص وسكان المدن حول مجموعة مشتركة من المبادئ التوجيهية لتنفيذ تكنولوجيات المدينة الذكية. وحاليًا، لا يوجد إطار عملي عالمي أو مجموعة من القواعد المجهزة بخصوص كيفية جمع البيانات في الأماكن العامة، مثل كاميرات الحركة المرورية. وتستهدف الجهود تعزيز انفتاحية وثقة أكثر، وكذلك إنشاء معايير بخصوص كيفية جمع واستخدام هذه البيانات. هذا يمثل المرة الأولى التي يتم فيها تصعيد تكنولوجيات المدينة الذكية وحوكمة التكنولوجية العالمية لتصبح أجندة رئيسية.

حوكمة جديدة

قام المنتدى بالتنسيق مع الأعضاء من مجموعة العشرين لتطوير توجيهات لحوكمة عالمية جديدة من أجل الاستخدام المسؤول للبيانات والتكنولوجيات الرقمية في البيئات الحضرية المدنية. كما أن فريق إنترنت الأشياء والروبوتات والمدن الذكية في مركز شبكة الثورة الصناعية الرابعة الخاصة بالمنتدى ستمسك زمام القيادة وتضمن المسؤولية لدى جميع أعضاء التحالف.

وقال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغه برنده "هذا التزام من أضخم الاقتصادات في العالم كي يعملوا معًا ويحددوا القواعد والقيم بالنسبة للمدن الذكية وسنقوم بتنسيق الجهود من أجل تحقيق أقصى قدر من الفائدة وأقل قدر من المخاطر المتعلقة بتكنولوجية المدينة الذكية بشكل يسمح لجميع أفراد المجتمع بالاستفادة، وليس قلة منهم فقط".

إطار عملي عالمي

يسعى التحالف العالمي للمدن الذكية بقيادة المنتدى الاقتصادي العالمي لدعم المدن والمجتمعات بإطار عملي عالمي"، استنادا إلى أن الانفتاح وتوافقية العمل المشترك تعتبران مهمة لتصعيد حلول المدينة الذكية الرقمية التي تساعد على حل التحديات التي تواجهها المدن في القرن الحادي والعشرين – بشروط وصلاحيات المدن".

وفيما يستند التحالف على العمل الذي قد أنجزه من قِبل العديد من المدن حول العالم، مثل تحالف المدن للحقوق الرقمية Cities Coalition for Digital Rights – لتمكين المواطنين عبر التكنولوجيات الرقمية، رأى المشاركون في اللقاء أن المجتمع الرقمي المتمحور حول الإنسان يجب أن يعكس الانفتاح والتنوع والشمولية التي تعتبر جوهر مجتمعاتتا وأنظمة قيمنا، كما يجب على المدن أن تترأس الجهود لتسخير التكنولوجيا والبيانات في خدمة المواطنين من أجل حل التحديات الاجتماعية البيئية الكبيرة، مثل النسوية والسكن المعقول والتغير المناخي وانتقال الطاقة. ولفت المشاركون إلى الالتزام بالمحاولة العالمية لبناء مجتمع رقمي يضع المواطنين أولًا ويحافظ على حقوقهم الأساسية".

9 مبادئ توجيهية عالمية لتنفيذ تكنولوجيا المدن الذكية

1- استخدام التكنولوجيا في الأماكن العامة والترويج للمبادئ الأساسية بما في ذلك الشفافية والخصوصية والأمان.

2- وضع إطار عملي عالمي ومجموعة من القواعد المجهزة بخصوص كيفية جمع البيانات في الأماكن العامة، مثل كاميرات الحركة المرورية

3- تطوير توجيهات لحوكمة عالمية جديدة من أجل الاستخدام المسؤول للبيانات والتكنولوجيات الرقمية في البيئات الحضرية المدنية.

4- يمسك فريق إنترنت الأشياء والروبوتات والمدن الذكية في مركز شبكة الثورة الصناعية الرابعة الخاصة بالمنتدى بزمام القيادة، ويضمن المسؤولية لدى جميع أعضاء التحالف.

5- تنسيق الجهود لتحقيق أقصى قدر من الفائدة وأقل قدر من المخاطر المتعلقة بتكنولوجية المدينة الذكية بشكل يسمح لجميع أفراد المجتمع بالاستفادة، وليس قلة منهم فقط.

6- الانفتاح وتوافقية العمل المشترك لتصعيد حلول المدينة الذكية الرقمية التي تساعد على حل التحديات التي تواجهها المدن في القرن الحادي والعشرين – بشروط وصلاحيات المدن".

7- تمكين المواطنين عبر التكنولوجيات الرقمية. المجتمع الرقمي المتمحور حول الإنسان يجب أن يعكس الانفتاح والتنوع والشمولية التي تعتبر جوهر مجتمعاتتا وأنظمة قيمنا

8- تسخير التكنولوجيا والبيانات في خدمة المواطنين من أجل حل التحديات الاجتماعية البيئية الكبيرة، مثل السكن المعقول والتغير المناخي وانتقال الطاقة

9- بناء مجتمع عالمي رقمي يضع المواطنين أولًا ويحافظ على حقوقهم الأساسية".

الإستراتيجية السعودية للمدن الذكية

* تستعد 5 مدن سعودية لدخول قائمة «المدن الذكية» بحلول عام 2020 ، تطبيقا لإحدى مبادرات التحول البلدي المنبثق من برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية 2030.

* انتهت وزارة الشؤون البلدية والقروية من إعداد الاستراتيجية الوطنية العامة للمدن الذكية، وتحديد المكاسب السريعة، ومعرفة مدى جاهزية المدن لتحولها إلى مدن ذكية، عبر برنامج "مدينتي 2018" الذي أطلقته الوزارة.

* حددت الوزارة (بموجب الاستراتيجية) المشاريع التي يمكن تنفيذها في المدن الرئيسة الذكية الخمس (الرياض، مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، حاضرة الدمام) المحدد اختيارها حتى عام 2020.