قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)، فهذه الأمور الأربعة العظيمة والمتطلبات الضرورية للحياة الكريمة وهي: (توفر العيش، والعافية في الجسد، وتوفر المسكن، والأمان فيه ومن حوله) لا يشعر بقيمتها إلا من يفتقدها بسبب الأمراض والحروب أو السفر لبلاد الغربة!.

وسكان المملكة العربية السعودية ولله الحمد يتمتعون بتوفر مثل هذه النعم التي ندعو دوامها واستمرارها لأعلى المستويات برحمةٍ من رب العالمين، ثم اهتمام حكومتنا الرشيدة التي لا تألوا جهداً في توفير سبل العيش الكريم لشعبها.

وكمثال من هذه النعم (نعمة الأمان) حيث يتمتع السكان بدرجات عالية من الأمن والسلامة من العنف في ظل تراجع معدلات الجريمة، ويشعر الأغلبية العظمى منهم بالاطمئنان على سلامتهم الشخصية من الجريمة والعنف، ويشعرون بالأمان أثناء المشي ليلاً لوحدهم، حيث إن مؤشر شعور السكان بالاطمئنان على السلامة 97%، أما مؤشر شعورهم بالأمان أثناء المشي ليلاً لوحدهم فبلغ 88% من السعوديين مقارنةً بشعور 69% من سكان دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أثناء المشي ليلاً لوحدهم!، كما أن متوسط معدلات ضحايا جرائم القتل العمد بلغ 0.67 لكل 100.000 من السكان خلال عام 2018 مقارنةً بمعدل عالمي وصل إلى 6.4 ضحايا لكل 100.000 من السكان في عام 2015!، ولله الحمد يُعدّ المؤشر متدنياً في المملكة نتيجةً لقلة عدد ضحايا جرائم القتل العمد الذي وصل في عام 2015 إلى 196 ضحية في المملكة من أصل 470.000 ضحية في جرائم القتل العمد حول العالم لنفس السنة، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية (WHO)، وهذا ما أشار إليه التقرير البحثي القيّم بعنوان «العدالة عبر الأجيال» 2019 لمؤسسة الملك خالد الخيرية الرائدة في مثل هذه الدراسات والتقارير التنموية (وأنصح المهتمين والعاملين على تحقيق رؤية المملكة 2030 بالاطلاع عليه، والاستفادة من التوصيات المذكورة به) حيث تضمن عرضاً بحثياً دقيقاً للإطار الوطني لقياس الازدهار واضح المعالم في المملكة العربية السعودية!، والذي تناول محورين: الازدهار الحالي مثل: (الأمان، الدخل والإنفاق، الصحة، التعليم، المسكن، الترابط الاجتماعي، البيئة، التوازن بين الحياة، العمل، والرضا عن الحياة) ومحور مستقبل الازدهار مثل: (الثروة الطبيعية، الثروة البشرية، الثروة الاقتصادية، والثروة الاجتماعية)، ولقد سلطتُ الضوء على مؤشر الأمان لمقالة اليوم؛ لأهميته العظمى في الاستمتاع بأوجه النعم الأخرى، (حيث لا قيمة للمسكن والأكل والعمل دون توفر الأمان)، وإن كان هناك افتقار إلى عدد كبير من مؤشرات وبيانات التعرض للعنف والجريمة «كما أشار التقرير» خصوصاً تلك التي تعتمد على مسوح أسرية تنقل إفصاح السكان أنفسهم عن تعرضهم الشخصي لأي نوع من أنواع العنف داخل المنزل أو خارجه، وضرورة توفرها تكمن في تشكيل خط الأساس لها ومتابعة مستوى التحسن فيها، وتقييم مستوى الاستفادة من أنظمة الحد من الإيذاء ومكافحة التحرش ومكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص!.