«أنا السبب» و «كانت غلطتي» من أشهر أنماط التفكير المشوهة لدى ضحايا الاعتداءات الجنسية.

دعونا نتفق أولاً على ماهية الاعتداء الجنسي؟ وهو أنه أي اتصال أو سلوك جنسي يحدث من غير موافقة صريحة من الضحية، ومن أشكاله: محاولة الاغتصاب، الاغتصاب، المداعبة أو اللمس الجنسي غير المرغوب فيه، إجبار الضحية على القيام بأعمال جنسية. لكن شرط الموافقة الصريحة يقع إذا كان الضحية ما دون سن الـ18.

كثيرٌ من الضحايا تكون لديهم أفكار متشابهة لحد كبير، فيظهر لوم الذات بسبب الاعتداء الجنسي الذي تعرضوا له، ويعتقدون أن لهم سبب فيه، وفي الغالب يؤمنون بهذه الفكرة بنسبة كبيرة جدًا. وعندما نبدأ في الجلسات النفسية، ونفرغ حقيبة الأفكار المتعلقة حول الاعتداء الجنسي، نجد أن الأفكار متشابهة تمامًا بين الجنسين بمختلف الأعمار والأعراق سواءً كانت الضحية من الجنسية الغربية أو إحدى الجنسيات العربية أو الآسيوية أو الأفريقية، حيث يرجعون الاعتداء بسبب سلوك معين صدر منهم إما - على سبيل المثال - الطريقة التي كانوا ينظرون بها إلى المجرم، أو طريقة لباسهم، أو خروجهم من البيت يوم الحادثة، أو ابتسامتهم للمجرم.

لذلك كثير من ضحايا الاعتداء الجنسي لا يفصحون عن الاعتداء لأي شخص لفترة من الزمن؛ لظنهم أنهم هم السبب لما حدث لهم، فيعيشون في معركة ذاتية يجترون فيها الأفكار السلبية مع ذواتهم ما يسبب أعراضا نفسية، وهذه الأعراض قد تظهر كذلك على شكل أعراض جسدية ما قد يعرقل حياتهم من خلال تسبب هذه الأعراض بخلل وظيفي في جوانب الحياة المختلفة سواءً دراسيا أو عمليا أو اجتماعيا.

المفهوم الذي نحث ضحايا الاعتداءات الجنسية على فهمه هو أن هناك فرقا بين الندم والمسؤولية، فقد تندم على خروجك من البيت في ذلك اليوم - على سبيل المثال - أو تندم على تصرف تعتقد أنه أدّى إلى حدوث الحادثة المؤلمة، ولكن الاعتداء لم يكن خطأك ولا تتحمل مسؤوليته؛ لأنه لا يوجد ربط بين العاملين على الإطلاق في العلوم الإنسانية، أي أن السلوك الذي تتصرفه مثل الابتسامة أو النظرة أو الخروج من البيت لا يؤدي إلى الاعتداء الجنسي. إذا كنتَ تلوم نفسك على الاعتداء الذي تعرضت له، أريدك أن تتخيل شخصا عزيزا عليك، ونفترض أن هذا الشخص تعرض لاعتداء جنسي، هل تُحمله الذنب أو تلومه لتعرضه لمثل هذه الصدمة النفسية؟.

إذًا، لماذا تحمل نفسك المسؤولية؟