بينما يعد السرطان قضية معقدة تولد تحديات وفرص متميزة خاصة بكل بلد، وتحتاج البلدان إلى اعتماد نهج محلية مصممة للتصدي للوباء، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة عبدالرحمن الشمري أن جهود المملكة العربية السعودية في علاج مرض السرطان، مستمرة وقائمة حيث يوجد خطة وطنية قصيرة وطويلة الأمد، تسعى من خلالها إلى خفض معدل الاصابة بالأمراض السرطانية بحوالي 30% ، من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة علاج السرطان، وهدفها تعزيز الوعي الصحي لدى المجتمع عن مرض السرطان، وعوامل الخطورة المؤدية له، وتعضيد برامج الكشف المبكر والرعاية الصحية المتكاملة بمستوياتها الثلاثة، وفق الأسس والطرق العلمية المبنية على البراهين، وذلك من خلال الاستخدام الأمثل للموارد لخفض معدلات المرض والوفيات، بمشاركة جميع المؤسسات الحكومية والأهلية ضمن مفهوم الشراكة في صحة المجتمع.

حالات السرطان

يعد السرطان السبب الرئيسي الثاني للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث أودى بحياة حوالي 10 ملايين شخص في عام 2018 وحده، وفقا لموقع "weforum" وهناك العديد من الركائز الأساسية التي يمكن أن تعزز قدرتنا الجماعية على تجاوز خطر السرطان الذي يلوح في الأفق، أبرزها: القضاء على استخدام التبغ، وتحصين السكان، وتعزيز الرعاية الأولية، وفقا لموقع "weforum".

وأوضح الشمري أنه بلغ عدد حالات السرطان وفق آخر إحصائية حسب تقرير السجل السعودي للأورام السنوي عام 2015 (12038) حالة، بينما سجل عام 2006 (8253) حالة، وتعود الزيادة بشكل رئيسي إلى تزايد عدد السكان، ومعدل متوسط عمر الفرد.

تحصين السكان

هناك عدة أنواع من السرطانات يمكن الوقاية منها من خلال التحصين البسيط والفعال، حيث يعزا حوالي 25% من السرطانات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل إلى الالتهابات المسببة للسرطان، مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) والتهاب الكبد الوبائي B، والتي يمكن الوقاية منها عن طريق اللقاحات.

ويمكن للقاح فيروس الورم الحليمي البشري الحد من الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 90%، في حين تبين أن التحصين ضد التهاب الكبد B يقلل من خطر الإصابة بسرطان الكبد.

يذكر أن أستراليا تصدرت عناوين الصحف في العام الماضي لكونها على الطريق الصحيح لتكون أول دولة للقضاء على سرطان عنق الرحم، وذلك بفضل برامج التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري.

تعزيز الرعاية الأولية

يقع الكشف المبكر عن السرطان في أيدي مقدمي الرعاية الأولية، مما يجعله جزءا أساسيا من الاستعداد للسرطان. ووفقا لإحدى الدراسات، تم الكشف عن 85% من حالات السرطان خلال التشاور مع طبيب الرعاية الأولية. ومن خلال اكتشاف السرطانات في وقت مبكر، يكون لدى المرضى فرصة أفضل للقتال والبقاء على قيد الحياة، والحد من الوفيات والمعاناة البشرية غير الضرورية.

وقد تتخذ البلدان النامية خيارات مختلفة لاستخدام الموارد المحدودة بفعالية أكبر. على سبيل المثال، على الرغم من أن تايلاند تفتقر إلى القوى العاملة السرطانية المتخصصة، فإنها تعمل بشكل جيد نسبيا في مكافحة السرطان. يتلخص هذا في تركيزه الاستراتيجي على جميع جوانب الوقاية من السرطان، بما في ذلك إطلاق حملات التطعيم، وتنفيذ إطار لمكافحة استخدام التبغ والاستثمارات في أدوات مراقبة الأمراض وأبحاث السرطان. مثال رائع آخر هو رواندا، التي اتخذت خيارا متعمدا لدمج رعاية مرضى السرطان في تطلعاتها إلى التغطية الصحية الشاملة.

•أهداف الخطة الوطنية:

- مدة الخطة الوطنية طويلة الأمد (لمدة عشر سنوات 2012-2021)

- خفض معدل الإصابة بالأمراض السرطانية على المدى القصير (خمس سنوات)

- نسبة الانخفاض المتوقعة بحوالي 30%.

- حماية المجتمع السعودي من مرض السرطان كمسئولية مشتركة بين جميع فئات المجتمع

- تشارك المملكة عام 2025، كعضو في المبادرة العالمية لتحدي السرطان، بهدف تعزيز الأنشطة والفعاليات العالمية لمكافحة السرطان على المستوى الدولي، وخفض الوفيات الناجمة عنه بالتعاون مع جميع القطاع.