تشرفت المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين طول عهودها وعقودها، وبشكل لم يسبق له مثيل ولا شبيه في كل التاريخ بقرونه الإسلامية، وتدفع الدولة مئات المليارات دون مقابل، فتأشيرات الحج والعمرة مجانية، والأموال المحدودة التي يدفعها الحاج والمعتمر هي لصالح الشركة في بلده ووكيلتها في العاصمتين المقدستين لأجل النقل الجوي أو البحري، والبري والحديدي، والإسكان والإعاشة، وباقي النفقات، دون أن يدخل خزينة بلاد الحرمين أي ريال.

في حين أن المملكة لا تكتفي بتعمير وتطوير الحرمين بميزانية مفتوحة، ونزع الأراضي بعشرات المليارات للتوسعات، وبناء الطرق والخدمات العامة بالمجان، فضلاً عن تفريغ نصف مليون موظف حكومي لمصلحة الحجاج والمعتمرين على مدار العام، ناهيك عن المتطوعين بجهودهم البشرية، والمتبرعين بأموالهم الخيرية، وهذا لا مثيل له في تاريخ الحرمين بجميع قرونه وعصوره، ولا شبيه له في كل الجغرافيا العالمية.

ومع ذلك نرى بعض الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة والتنظيمات الإسلاموية المتحكمة تزايد على جهود السعودية في ذلك، مع أنها تركت المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين تحت الاحتلال الصهيوني، بل وفتحت معه العلاقات وأنشأت السفارات حتى في القدس الشريف، وشاركت العدو الإسرائيلي بشتى الأصعدة، ثم يزايدون على من خدم الحرمين ولم تتلطخ يديه بالتطبيع وبيع فلسطين عبر متاجرة بالقضية من حماس الإخوانية في غزة وحزب الصفوية في لبنان، فضلاً عن الفرس والترك، وعملائهما من العرب المسترزقين.