في معلومات حصرية لم يكشف عنها من قبل، كشفت مجلة National Interest الأميركية عن تقديم الاستخبارات التركية لعشرات الوثائق والمعلومات الكاذبة والمضللة لنظيرتها الأميركية، لتحقيق أهداف وغايات حزبية وشخصية ضيقة من دائرة الرئيس إردوغان.

وتقول المجلة إن إردوغان تعمد تسليم الاستخبارات الأميركية وثائق ومعلومات مزيفة ضد خصمه المقيم في أميركا، فتح الله جولن والعناصر الكردية، لتقويض تحركاتهم ضدهم، مشيرة إلى أن وزارة العدل الأميركية خلصت إلى أن هذه الوثائق المزيفة، التي قدمتها تركيا كانت احتيالية بامتياز، وأصبحت المعلومات الاستخبارية التي تقدم ضعيفة ويغلب عليها الهدف السياسي الحزبي.

التعاون مع المتطرفين

توضح المجلة أنه لطالما اشتكى المسؤولون الأتراك من أن الشراكة الأميركية مع الأكراد السوريين هي خيانة للشراكة الأميركية التركية، إلا أنه من الخطأ قبول الاتهامات التركية لوحدات حماية الشعب الكردية بأنها مشابهة لتنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة أن الإصرار التركي بات مثيرا للسخرية، باعتبار أن الولايات المتحدة اتجهت للعمل مع الأكراد بعد أن تيقنت بالأدلة الساحقة أن القيادة السياسية في تركيا، بما في ذلك عائلة إردوغان وأجهزة المخابرات، دعمت واستفادت من داعش والقاعدة والجماعات المنضوية تحتهما.

تطهير عرقي

أكدت المجلة أن عملية غصن الزيتون التي أطلقتها أنقرة في يناير 2018، اتضح أنها كانت تتعلق بالتطهير العرقي للسكان الأكراد في المنطقة أكثر من القضاء على الإرهاب، مشيرة إلى أن السبب وراء سوء النية التركية هو استعدادها للترحيب بعشرات من مقاتلي داعش في الميليشيات التركية، العاملة الآن في عفرين شمال سورية.

وخلصت المجلة في تقريرها بالقول إنه بدلا من القبول الأعمى للاتهامات التركية ضد وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني، وغيرهما من خصوم النظام، يجب على واشنطن أن تقوم بالتدقيق في كل معلومة تقدمها الاستخبارات التركية، للتأكد من عدم قيام أنقرة بإساءة استخدام التعاون الاستخباراتي بين البلدين، وتعطيل العملية الدبلوماسية والخيارات المتاحة لواشنطن.