صلاة عيد الأضحى، هذه الصلاة التي يفرح بها المسلمون بكل مكان وخاصة المسلمين القادمين للحج، والذين سوف يحملون رسائلنا لكل أنحاء العالم. صحونا على خطبة خطيب يقول الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها، وأنباء عن خطباء آخرين تكلموا عن المرأة في ليلة عيد الأضحى السعيد. أيها الناس أليس هذا تحريضا مباشراً؟

قرارات الدولة مؤخرا وفي السنوات الأخيرة كانت في صالح المرأة، وضمن التغيير الاجتماعي المتوقع لخطة الرؤية الوطنية 2030، ولرفع نسبة حضور المرأة ومشاركتها في الحياة العامة، ولكن هناك معاول هدم يعتلون المنابر، ويحرضون العوائل على بناتهم، ويدعون أن تجلس البنات في بيوتهن. ألا يعتبر هذا خطاباً إعلامياً مضادا وموجهاً، أكثر من كونه خطبة على منبر العيد!!.

لطالما كانت منابر المساجد مؤثرة جدا في وجدان الناس وسلوكهم، ومن هنا فلا بد من تأهيل الخطباء والأئمة، تأهيلا فكريا يتلاءم مع معطيات العصر، وضرورات الحياة بما لا يتعارض مع الثوابت، وكذلك لا بد من عقوبات رادعة لمن يتبنى أي خطاب تحريضي، يوظف من خلاله مشاركة المرأة السعودية في العمل والحياة وبناء وطنها، ويعرض بذلك كثيراً من السيدات لمشاكل وعثرات اجتماعية وفكرية هن في غنى عنها.

كما أن هذا الخطاب هو بمثابة ردة حضارية تهدد الوعي المجتمعي، وتدعو لعزلة فئة من المجتمع وهذا أمر ينبغي الالتفات له.

هذه الخطبة ومثيلاتها ليست حدثاً عابراً، بل هي رسالة ينتظر من وزارة الشؤون الإسلامية مراجعة محتواها، وظروفها واتخاذ إجراءات شاملة لتغيير هذا الواقع، ومحاصرة هذا الفكر المخالف لقيم الدين وتوجه الأمة.