في كل عام من هذه الأيام، تختتم شعائر الحج بوداع حجاج بيت الله الحرام، والذي بلغت إحصاءات الحج لعام 1440 ما يقارب 2.489.406، بعد أن أدوا مناسكهم بكل يُسر وسهولة. جهود كبيرة من أجل حج العام 1440، وتسخير جميع قطاعات الدولة لموسم الحج. ما تفعله السعودية في الحج، يفوق التصور وحتى الوصف بشهادة الجميع، هذا ما نسمعه ونشاهده من الجميع. نقولها كلنا فخر بدولتنا وبحكامنا، وما هذا التنظيم الرائع من قبل حكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها ملك السلام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي رأينا له صورة تعبر عن مدى الحرص والاهتمام، حيث تابع أمور الحج بكل أمانة وصدق، ولا ننسى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وجهوده الكبيرة المبذولة، وذلك بتوجيهاته السديدة والحكيمة التي ساعدت على تأكيد الأمن والأمان وتحقيق الرفاهية لحجاج بيت الله، فلله درك يا نجل سلمان على تلك الحكمة الرشيدة والطريقة الصحيحة في تيسير أمور الحج، وسعادة الجميع بهذا النجاح المبهر. ولا ننسى جهود وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل الذي بذل من وقته وجهده الكثير، من أجل حجاج بيت الله الحرام، حيث كان معهم بإحرامه، وحرصهم على راحة الحجاج وسلامتهم مدعاة للاعتزاز والفخر والسعادة. حقيقة لم تدخر المملكة جهدا إلا بذلته في سبيل تذليل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين، حيث منَّ الله على بلادنا بنعم عظيمة، وآلاء جسيمة، أولها وأكبرها نعمة الإسلام التي هي خير لباس، فبلادنا هي بلاد الإسلام، ومهوى أفئدة المسلمين، ووجهة قبلتهم، ومحط أنظار العالم، بلد التوحيد والسنة، كانت وما زالت -ولله الحمد والفضل والمنّة- قائمة على الأصلين العظيمين: كتاب الله وسنة رسوله - تهوى إليه أفئدة كثيرة من جميع البلدان في الحج والعمرة، لكن لا بد من معرفة الحج سؤال يتبادر في أنفسنا ألا وهو ما الحج؟

الحج فريضة على كل مسلم ومسلمة، ويشترط في الحج أن يكون الإنسان قادرا من الناحية المادية والجسمية، ومن أعظم مقاصد الحج تحقيق التوحيد لله، وأن اختلاف الناس والألسن والأنساب لا تدخل في نسك الحج والعمرة، ما يدخل فقط هو شعار واحد وهو التوجه إلى رب واحد لا شريك له، وأن يلهج الحجاج بنسك وذكر واحد، والتلبية بالتوحيد هي العبارات التي يلهج بها حجاج بيت الله «لبيك اللهم لبيك،لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك»، تلبية لله وحده بعيدة عن كل هتاف لا يمت للتوحيد بصلة، فلا هتاف لقومية أو حزب أو جماعات أخرى. إنه هتاف توحيد لله. حقيقة كل ما أسمع وأشاهد السعودية وحكامها ينتابني فخر واعتزاز بكل إنجاز، نعم نقول الملك سلمان فخر لكل عربي مسلم، وتوجيهه -حفظه الله- باستضافة ضحايا حادثة نيوزيلندا، لحج هذا العام، تأكيد على أهمية الدور السعودي في تعزيز قيم الاعتدال ونبذ العنف. شكرا لحكومتنا التي سخرت جهودها من أجل الحجاج، شكرا لرجال أمننا، صور ومواقف تسجل للتاريخ تتداولها الأجيال، لتعرف السعودية وما تفعله للإسلام والمسلمين.

حفظ الله المملكة العربية السعودية من كل مكروه، وأدام الله عزها وقيادتها، وأكرر دائما (دمت يا وطني شامخا).