كتب جهاد التربياني في كتابه «مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ»، لا ألوم الفرنسيين على اختلاقهم أبطالا وهميين لينشروا قصصهم في مشارق الأرض ومغاربها، ولكنني ألوم المسلمين الذين ضيعوا قصص أبطالهم الحقيقيين!.

حزنت من أجل هذه العبارة، بكل ما فيها من رثاء لعالمنا العربي، ولتاريخنا الإسلامي.

فلو سألت الآن طفلاً عن شخصية سوبر مان أو روبن هود، سيحدثك عنه إلى أن تمل السماع!، لكن لو سألته عن القعقاع الذي فقأ عين الفيل الأبيض في معركة القادسية فلا أظنك تجد من يجيبك طفلاً كان أو شيخا!.

إن لدينا فقرا شديدا لا بالمال بل بتاريخنا الإسلامي، بعظمة المسلمين، بقصصهم المدهشة التي لم تحدث إلا بتاريخنا ولن تحدث في مكان آخر. فلم يعد هناك من يعطي وزن الكتاب المترجم ذهبا، فالخليفة المأمون ليس هنا!.

ولم يعد هناك من يجهز جيشا بأكمله لأن امرأة قالت (وامعتصماه)! ليأتيها الجواب (لبيك لأبعثن لك جيشا أوله عندك وآخره عندي).

هل يعرف أطفالنا أن تاريخنا ينتمي لهذه العظمة؟!

هل يعرفون أن في صفحات تاريخنا قصصا أكثر دهشة ،أكثر متعة، أكثر فخرا، قصص تقويهم، تلهمهم، ويليق بهم أن يقتدوا بها، لتؤثر بهم، فنصبح أكثر قوة.

وهل نعرف نحن الكبار تاريخنا بما يكفي؟ أتساءل الآن وأدعوك لتتساءل معي! وإذا أردت أن تندهش قليلاً عن تاريخنا، فأقرا الكتاب الذي اقتبست منه في بداية مقالي.