يؤكد خبراء استراتيجيون أن الخلاف الدبلوماسي الدائر بين الولايات المتحدة والدنمارك حول "جرينلاند"، هو جزء من معركة استراتيجية أوسع للسيطرة على القطب الشمالي.

وألغى الرئيس الأميركي دونالد ترمب زيارة للدنمارك وهاجم بشدة رئيسة الحكومة الدنماركية ميتي فريديريكسن، بسبب رفضها بيع جرينلاند للولايات المتحدة.

ويقول الخبراء إن عرض ترمب بشأن جرينلاند كان طريقة لإظهار اهتمام أميركي في موارد القطب الشمالي، ولتحويل الأنظار عن المشاكل الداخلية، إلى جانب أنها إشارة للقوى الأخرى وأبرزها الصين وروسيا، التي أظهرت اهتماما بهذه المنطقة الأساسية للسيطرة على طرق شحن جديدة ستظهر مع ذوبان الثلوج بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.

وزادت واشنطن وجودها في المنطقة من خلال إعادة فتح قنصلية في نوك عاصمة جرينلاند والمساهمة في تمويل مطارات جديدة وبرامج اجتماعية وتربوية.

وقد تسعى واشنطن لشراء قاعدة جروندال البحرية في جنوب جرينلاند، التي قررت الدنمارك في النهاية عدم بيعها في نهاية 2017، لأن الصين كانت الجهة الوحيدة المهتمة بعملية الشراء.

الدور الأوروبي

ترى تقارير أنه من المحتمل أن يكون هذا الخلاف اختبارا سياسيا وإعلاميا واقتصاديا لجس النبض، ومعرفة أهمية جرينلاند بالنسبة إلى الأوروبيين، متوقعة أن يطول أمده.

وتشير التقارير إلى أن هذا الخلاف يمكن أن يسمح لترمب بتحقيق نجاحات في القطب الشمالي وفي أميركا، خاصة مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، حيث له كل المصلحة في المضي قدما في مسألة جرينلاند فتتسلط الأنظار عليه، ويحجب أخبار المعسكر الديموقراطي في مرحلة حاسمة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.