في الوقت الذي أكدت فيه تركيا، أمس، أن جنودها لن يغادروا نقطة المراقبة جنوب إدلب، أعلن قوات النظام السوري، أمس، محاصرة النقطة التركية في بلدة مورك الواقعة جنوب محافظة إدلب، بعد إحرازها المزيد من التقدم الميداني في المنطقة على حساب الفصائل والمعارضة.

وأكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في بيروت، أمس، أن جنود بلاده لن يغادروا نقطة المراقبة المطوقة جنوب إدلب، وتابع «لسنا هناك لأننا لا نستطيع المغادرة، ولكن لأننا لا نريد المغادرة»، نافياً أن تكون القوات التركية في مورك «معزولة».

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «تحاصر قوات النظام حالياً نقطة المراقبة التركية في مورك، إثر سيطرتها على البلدة وكل القرى والبلدات الواقعة قربها في الجيب المحاصر في ريف حماة الشمالي» المجاور لإدلب، لافتاً إلى أن نقطة المراقبة هذه تعد الأكبر، في إدلب ومحيطها، حيث تتواجد القوات التركية في 12 موقعاً بموجب اتفاق مع روسيا حول خفض التصعيد في إدلب.

قصف سوري وروسي

وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من قصف سوري وروسي مكثف على مناطق في إدلب ومحيطها، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي، وتمكنت، الأربعاء، من السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية بعد انسحاب مقاتلي هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة من المنطقة.

قصف رتل تركي

وتعرض رتل تركي كان في طريقه إلى مورك، الإثنين، لقصف سوري استهدف سيارة مرافقة تابعة لفصيل سوري معارض موال لتركيا، فلم يتمكن الرتل من إكمال طريقه بعد ما قطعت قوات النظام طريق دمشق حلب الدولي مع تقدمها في خان شيخون ومحيطها، بينما ندّدت أنقرة بشدة باستهداف رتلها.

وقال المتحدّث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في وقت متأخر، الأربعاء، «من غير الوارد إغلاق أو نقل» مركز المراقبة في مورك، موضحاً أنه «باق في مكانه وستواصل جميع مراكز المراقبة الأخرى المقرر إقامتها أو التي أنشأناها في إطار اتفاق إدلب، العمل في أماكنها».

حتى آخر شبر

وعلى وقع التصعيد المستمر منذ نهاية أبريل، باتت مناطق عدة في شمال حماة وفي جنوب إدلب شبه خالية من سكانها، بعد موجات نزوح ضخمة باتجاه الحدود التركية شمالاً، وأحصت الأمم المتحدة فرار أكثر من 400 ألف شخص، بينما قتل 900 مدني جراء القصف، في الوقت الذي لا تزال الطائرات الروسية والسورية تقصف مناطق عدة في الريف الجنوبي لإدلب خارج المنطقة المحاصرة، أبرزها بلدة معرة النعمان شمال خان شيخون.

خريطة معدلة

وجاء التصعيد رغم كون إدلب ومناطق في محيطها مشمولة باتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في سوتشي في سبتمبر ونصّ على وقف لإطلاق النار وإقامة منطقة منزوعة السلاح ينسحب منها الجهاديون، وحال هذا الاتفاق دون شنّ النظام هجوما على إدلب، لكن القصف والمعارك استؤنفت، ولم ينسحب الجهاديون من المنطقة المحددة على طول خط التماس بين قوات النظام والفصائل بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً، وتمتد على طول الحدود الإدارية لإدلب مع محافظات حلب وحماة واللاذقية ولم يطبق الاتفاق على الأرض عمليا.

ويتوقع محللون أن تواصل قوات النظام هجومها في إدلب في الفترة المقبلة، بعد ما أعادت روسيا «تكريس سطوتها وتفوقها في أي نقاش حول إدلب»، ويقول الباحث المواكب للشأن الروسي سامويل راماني «أرى الأسد يواصل هجومه مستفيداً من الزخم الحالي، ويسيطر على المزيد من المناطق في إدلب».