إنجازات وسجل حافل بالصناعات العسكرية الوهمية اعتمدها النظام الإيراني يروج لها داخليا بكثافة، ببينما يكشف الخبراء السياسيون والاستراتيجيون حقيقة هذه الأوهام التي لا وجود لها على أرض الواقع، وكان آخرها تدشين روحاني مجموعة دفاعية جديدة سبق أن دشنها في عدة أعوام سابقة.

محللون سياسيون أكدوا لـ"الوطن" بالشواهد أنها إنجازات مضللة، من بينهم الدكتور عماد الدين الجبوري والذي وصف ذلك بأنه استمرار لسلسلة الأكاذيب التي ينتهجها النظام الإيراني، حيث يقول: إن "التدليس الإيراني في تزييف وتضخيم قدراتها في التصنيع العسكري، تكشفه حقائق الواقع الميداني، إذ فيه فرق شاسع ما بين امتلاك التقنية المتقدمة بشكل بناء ذاتي، والعمل التقليدي باستنساخ تلك التقنية بطريقة الاقتباس الصوري، فالأولى، تعني التقدم والتطور العلمي الناتج عن عقود طويلة من الجامعات والمختبرات والصناعات وفق أبعادها المهنية والفنية والعلمية، أما الأخرى، فهي محاكاة للتقنية الأصلية ليس إلا، وشتان ما بين الاثنين".

أكاذيب إيران

وتابع الجبوري قائلا: "وهنا، نود أن نسرد نبذة مختصرة عن أكاذيب إيران في صناعتها العسكرية، فعلى سبيل الذكر لا الحصر ما يتعلق بالسمتيات والطائرات المقاتلة أو المسيّرة، في 2009 ادعت إيران صناعتها سمتية "شاهد 285" المخصصة للدوريات البحرية، بينما تبين أنها نسخة معدلة من المروحية الكندية Bill 206.

وأضاف: وفي 2010 سمتية "توفان 2"، هي ليست أكثر من نسخة معدلة من سمتية "كوبرا" الأميركية، وفي 2012 طائرة من دون طيار "النبي الأعظم"، وبحسب الخبراء العسكريين، فإن هذه الطائرة مستوحاة إما من الطائرة الأميركية Predator MQ-1، أو الطائرة الإسرائيلية Hermes 450.

وتابع: أما في 2013 زعمت إيران صناعة الطائرة "قاهر 313" الشبحية التي لا يكشفها الرادار، وظهر أنها طائرة ليست بمقدورها الإقلاع والطيران أصلا.

أما في 2014 طائرة من دون طيار RQ-170، واضطرت إيران إلى أن تعترف بأن هذه الطائرة مجرد تقليد لنموذج أميركي سقطت داخل الأراضي الإيرانية.

الأكاذيب في مجال الصواريخ

وعن الأكاذيب في مجال الصواريخ قال الجبوري: أما عن الصواريخ، فإنها تسير وفق هذا الاتجاه أيضًا، ففي 2016 صرحت إيران بأنها صنعت منظومة صواريخ "ذو الفقار"، وفي 2017 عرضت وسائل الإعلام الإيرانية عملية إطلاق صواريخ "ذو الفقار" على أهداف لتنظيم داعش في سوريا وقتلت أكثر من 250 إرهابيا، لكن بعض المصادر العسكرية الإسرائيلية أكدت أن صواريخ "ذو الفقار" لم تصل إلى سورية، بل سقطت على الحدود العراقية السورية، مثل دير الزور.

تصنيع منظومة الصواريخ

واستطرد قائلا: لذلك فإن كلام إيران الجديد عن تصنيع منظومة الصواريخ "بافر 373" المتنقلة سطح - جو، وإنها بديل عن منظومة الصواريخ S 300 الروسية، لا تعدو عن سابقاتها في التصنيع العسكري الإيراني القائم على التقليد من جهة، والكذب والتضخيم من جهة أخرى.

بروباجندا إعلامية

من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي مبارك آل عاتي، أن إيران تسعى دائما إلى استغلال البروباجندا الإعلامية لنفخ آلتها العسكرية وتضخيم جسمها السياسي، وقال: فقد عملت على التهويل من قدراتها الصاروخية والترويج لإمكاناتها الحربية المفترضة عبر ترويج معلومات مكذوبة تعظم شأنها العسكري وتغطي على الحالة المتردية جدا لمؤسساتها العسكرية وحجب انكشاف أوضاع جيشها المتهالك المستتر خلف ستار الحرس الثوري المنافس جدا لصلاحيات الجيش وما وصلت له العلاقة المتضاربة والمتصارعة بين قوة الجيش ونفوذ الحرس الثوري.

معلومات مضللة

وأردف آل عاتي قائلا: ما تزال إيران تمارس التهويل الكاذب المبني على معلومات مضللة، وآخر هذه الأكاذيب تدشين روحاني قبل أيام ما زعمت أنه مجموعة دفاعية جديدة، مع أنها سبق أن دشنتها في 19 ديسمبر 2011، ثم عادت ودشنتها مرة أخرى في 21 أغسطس 2016 لتعود وتدشنها للمرة الثالثة يوم 21 أغسطس الجاري، وتابع: وعلى سبيل المثال مرة أخرى عمدت إيران أيضا في الأول من أكتوبر الماضي إلى إطلاق خمسة صواريخ، قالت إنها تغطي 70% من آسيا، لكن اثنين من هذه الصواريخ سقطت بعد ثوان من إطلاقها على مدينة كرمن شاه الإيرانية، وكانت موجهة لشمال شرقي سورية.

ترويج تقارير إعلامية إيرانية

وأضاف: وقبل ذلك روجت تقارير إعلامية إيرانية لإطلاق مقاتلة إيرانية سمتها كوثر، وأنها تحتوي أحدث ما توصلت له التقنية الحربية؛ ليتبين لاحقا أن تلك المقاتلة ما هي إلا طائرة F5 الأميركية، والتي أعاد الحرس الثوري طلاءها ليضلل الشعب الإيراني وليهول من قوته المكذوبة، خصوصا أن الإيرانيين يدركون أن القوات المسلحة المحيطة لإيران أكثر تطورا وأفضل تسليحا من قوات إيران المتهالكة التي أنهكتها العقوبات الأميركية القوية وغير المسبوقة.

سياسة التجهيل والتضليل

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي عبدالجليل السعيد أيضا أن إيران تتقن الإنجازات الوهمية لأنها جزء رئيسي من تكوين أدبيات ثورة الخميني الخبيثة، مبينا أنه ينساق خلفها أتباع الولي الفقيه الذين ينظرون إلى إيران على أنها دولة قوية، بينما هي دولة فاشلة صنفتها الأمم المتحدة على مدار عشر سنوات من أكثر الدول فقرا بحسب تقارير منظمة الغذاء العالمي ودولة تنتشر فيها تجارة المخدرات وإدمانها ضمن منظومة الحرس الثوري الإرهابي التي تدير هذه التجارة القذرة ودولة متهالكة تعليميا إذ لا وجود لجامعات إيرانية تلقى قبولا أو احتراما؛ لأن التعليم أمر لا يلقى له بال من قبل مرشد الإرهاب خامنئي بل يعملون على سياسة التجهيل والجهل.

ومن الإنجازات الوهمية، كما ذكر السعيد: صواريخ الكرتون على أنها صواريخ حقيقية، وحاملة طائرات مقلدة، وتطوير طائرة المقاتلة كوثر منظومة دفاع جوي من سنة 1970، ورادار صيني تم تغيير شكله واسمه وكشفت عن تزويره صحف غربية، وأبحاث حول الطب تبين زيفها عام 2014.

قائمة بأسلحة إيرانية إما لا تعمل بسبب رداءة التصنيع أو نسخة مقلدة

1- طائرة "قاهر 313" الشبحية (2013)

إحدى أكثر القطع العسكرية ترويجا من جانب أجهزة الإعلام داخل إيران؛ كشفت عنها طهران في عام 2013، ويقول عنها الإيرانيون إنها مقاتلة بمواصفات شبحية لا تستطيع رادارات العدو التقاطها، ولكن في الحقيقة الطائرة لا يمكن التقاطها راداريا لأنها لا تطير في الأصل، وفقا لخبراء طيران أشاروا إلى صغر حجم الطائرة ورداءة تصنيعها.

2- صواريخ "ذو الفقار" (2016)

في العام الماضي، عرضت وسائل الإعلام الإيرانية عملية إطلاق ستة صواريخ من طراز "ذو الفقار" على أهداف لتنظيم داعش في سوريا، وسط احتفاء محلي كبير، وادعت وكالة فارس إصابة الصواريخ أهدافها وقتل ما يقارب 360 إرهابيا، فإن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن عسكريين قولهم، إن الصواريخ لم تصل حتى إلى العمق السوري وسقطت على المناطق الحدودية.

3- مروحية "توفان 2" الإيرانية (2010)

يقول موقع The Aviationist المتخصص في مجال الطيران، إن مروحية "توفان 2" الإيرانية ما هي إلا مروحية كوبرا الأميركية، أضيف إليها بعض التعديلات، مثل نظام مراقبة وتتبع كهروضوئي، بالإضافة إلى تكنولوجيا تحديد ليزري.

4- مروحية "شاهد 285" الإيرانية (2009)

مروحية أعلنتها إيران في مايو 2009، مخصصة لعمل الدوريات البحرية، بجانب نسخة أخرى مضادة للسفن، ولكن في الحقيقة لم تكن تلك المروحية إلا نسخة من مروحية Bell 206 كندية الصنع، مع تعديلات طفيفة.

5- طائرة RQ-170 بدون طيار (2014)

اعترفت إيران بأن نسختها من طائرة RQ-170 بدون طيار ليست أصلية، ومع ذلك، فبعد إزاحة الستار عنها لأول مرة أمام خامنئي في عام 2014، أوضح خبراء لموقع "Fox Trot Alpha" المتخصص في الشؤون العسكرية، أنها مجرد "لعبة" تسير عن بعد وليست طائرة عسكرية.