التنافس الشريف أجمل الصور الميدانية التي يتابعها المراقب، لأنها تمثل الواجهة الناصعة الخارجة عن خدش الذوق الرياضي، ومتى ما كان الكسب بجدارة واستحقاق من شأن ذلك احترام الرابح بغض النظر عن الميول الذي يتجسد في المشاعر، وبعيدا عن أحداث الأمس شرعت بوابات الصراع الجديد لدوري الكبار الذي يحمل الرقم الـ43 أو الـ42 إذا استثنينا الدوري المشترك الذي أقيم عام 1402، وكان خليطا بين الأندية الممتازة والدرجة الأولى، وجاء هذا الإجراء بداعي غياب العناصر الدولية، والتاريخ يؤكد أن حضور الكبار بدأ من عام 1397 بعد تصنيفها، وحينما أسرد تلك الأحداث هي مجرد إرهاصات للتذكير لمن يحاول أن يجتر المعلومات الخاطئة، ويقلب الحقائق، والجميل أن تاريخ الرياضة السعودية على صعيد كرة القدم واضح المعالم، بل إن هناك رياضيين ما زالوا على قيد الحياة -أمد الله في أعمارهم- عايشوا البذرة الأولى للبطولات التي كانت بداياتها في المنطقة الغربية من عام 1377 وحتى 1380، وفي عام 1381 دخلت أندية الوسطى للتنافس، وفي الموسم الذي يليه تشكل المثلث «غربية - وسطى - شرقية»، ونظرا لصعوبة التنقل في ذلك الحين أصبحت كل منطقة تلعب سباق النقاط في محيطها ويتأهل فريق.

ثم تجرى قرعة بين الأبطال الثلاثة يتأهل طرف للنهائي وفريقان يلعبان مباراة لتحديد الطرف الآخر، وكانت تلك الصورة منذ عام 1382 وحتى 1394، والصراع بين الفرق على كأسي الملك وولي العهد، صحيح أقيم دوري لوزارة العمل «4 مرات» أعوام «86 - 87 - 88 - 89»، غير أن هناك ظروفا متباينة أسهمت في عدم استكمال التنافس خلال تلك الفترات إلا مرة فاز فيها الأهلي بهدف على نظيره الاتفاق عام 1389، ولكن لا يمكن تصنيف هذا الدوري «ممتاز»، لأن هناك أندية ريفية شاركت في السباق على غرار التصنيفي والمشترك، لا أود الاستطراد كثيرا في هذا الموضوع، والتاريخ الرياضي موثق نفسه في البطولات الرسمية بمسمياتها وأحداثها من خلال التواريخ وراعي الحفل، ومن يزايد في ذلك يحاول العبث، والأحداث والحقائق تدحض كل الأطروحات التي تخالف الواقع، وبالتالي يجب أن نبتعد عن اللوك في هذا الموضوع واحترام ما يطرحه المؤرخون، والاهتمام بمنافسات الدوري الاستثنائي الجاري على دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، والذي ننشد أن تكون العدالة التحكيمية شعاره، وتغييب الأخطاء التي تبخس حقوق الأندية، والأمل كبير أن لا يحضر لقيادة النزالات إلا حكام يحملون تاريخا ناصعا، لأن نجاح التحكيم جزء من ارتفاع الموسم الرياضي.