في علم الأداء يقال إن لأداء القائد دائرة تأثير تتسع كلما اتسعت مواهبه وصفاته، وتؤثر سلباً وإيجاباً حتى تشمل المؤسسة كلها أو السفارة، وهي المعنية بهذا المقال.

لسنوات مضت كنت تشعر بلطف وحكمة الأمير محمد بن نواف سفيرنا السابق في المملكة المتحدة ما دمت في بريطانيا، وكأن لديك بيتا عنوانه اسمه السفارة السعودية.

واليوم يبدأ لطف وحضور واحتراف آخر في سفارة خادم الحرمين في لندن بقيادة السفير الأمير خالد بن بندر بن سلطان. كرعايا سعوديين في لندن وطلاب مبتعثين يهمنا كل الأدوار التي تلعبها السفارة السعودية وتؤديها، ونوقن أن السفير قد درس كل أبعادها ولديه كامل التصور لما يتوقعه من إمكانيات وما ينوي علاجه من ضعف.

في الحقيقة أننا جميعاً نتمنى للسفير النجاح في مهمته، ونتمنى أن تراجع وزارة الخارجية آلياتها في اختيار الدبلوماسيين والموفدين، فلا يعني وجود سفير خريج أكسفورد إلا نصف النجاح، فالقائد الجيد يحتاج لجيش مؤهل، فهل أعادت وزارة الخارجية مراجعة معايير من توفدهم للعمل في مؤسساتها العاملة بالخارج، خاصة ما يتعلق بالقدرات والمهارات والشكل والتهذيب.

أذكر أنه قبل عامين أرسلت وزارة الخارجية إلى لندن ستة دبلوماسيين لا يتحدث واحد منهم اللغة الإنجليزية، فاضطر السفير لدفع نفقة تعليمهم اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس في لندن، ولم ينتظم سوى واحد « فتاة «.

إن المعايير لا تتوقف عند اللغة ولكن الشكل والمظهر، فحتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرسل رسولا غير مقبول الشكل وقوي البنية، فلماذا لا تهتم وزارة الخارجية باختيار الشباب والفتيات أصحاب الحضور الأنيق والأجساد الرياضية بدلاً عمن ترسلهم، ويفتقد بعضهم أناقة المنظر وقبول الوجه.

أيضاً وعي الدبلوماسي والموفد بدوره الذي يمثل السعودية، فيتجنب مقاهي العرب وما فيها من اللغو والتعرض للناس، ويحرص على سمعته داخل الحي هو وأسرته، كذلك التهذيب في التعامل مع مواطني بلاده وغيرهم، فكيف لدبلوماسي تجد أن قاموسه معبأ بلغة يستحي منها طالب متوسط، أو يستهين بمراقبة الناس لكلامه ولفعله عندما يقلل من معنى تمثيله للمملكة.

إن غياب هذه المعايير يكلف بلادنا كثيرا ويتسبب بهدر مالي دون استفادة حقيقية، ويعطل خطط الدولة، بينما الحل بسيط جداً وهو فرض معايير قبول عالية لا ينفذ منها إلا من يستحق أن يمثل بلادنا دون واسطة وشفقة تجعل فقير المعايير وسيئ المحتوى والتهذيب يظن نفسه دبلوماسيا.