في علم إدارة العاملين هناك نظرية تقول إنه يوجد صنفان من الموظفين أو العاملين، ويجب على من يشرف عليهم أن يتعلم كيفية التعامل مع كل صنف بما يتوافق مع طبيعة البشرية، لضمان استمرارية تقديم الموظف أو العامل أفضل ما لديه في العمل. وتكمل النظرية قولها، بأن الموظف أو العامل والذي يرمز له بالرمز X، له بعض الصفات التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل تكليفه بأي مهام، ومن هذه الصفات على سبيل المثال:

-1 لا يستطيع هذا النوع إيجاد الحلول لاستمرارية سير العمل، لذا يجب أن توضع له آلية العمل بشكل واضح ومفصل حتى لا يتعطل العمل من أول صعوبة تواجهه.

-2 هذا النوع لا يعمل بإنجاز إلا لو علم بأنه تحت الرقابة الدائمة من مديريه ومشرفيه، لذا فهذا النوع قليل الإنتاجية، كثير الاعتذار لو سمح له بذلك، وتزيد إنتاجيته كلما شددت عليه الرقابة، والعقوبات في حال أهمل بعمله.

أما الموظف أو العامل الذي يرمز له بالرمز Y، فله من الأوصاف نقيض ما لدى زميله X، إذ تجد أنه يتصف بالتالي:

-1 هذا النوع من الموظفين أو العاملين، قادر على ابتكار حلول سهلة ومختصرة لاستمرارية العمل بشكل أكثر فاعلية، ويتحمل النتائج والمسؤوليات المترتبة على حلوله التي اتخذها، لذا يجب ألا يوضع له إطار ضيق يحد من جودة قدرته على تطوير واستمرارية العمل.

-2 هذا النوع Y لا يحب الشعور بأنه مراقب في العمل، أو أنه لا يعامل بثقة من قبل رؤسائه، لذا فبمجرد شعوره بذلك، لن يؤدي أعماله بنفس الجودة التي يعمل بها أثناء رقابته الذاتية لنفسه، لذا يجب على رؤسائه معاملته بثقة، وأن يبتعدوا عن مراقبته، لتتحسن جودة مخرجات عمله.

طيب وبعد أن استمعنا لهذه المحاضرة الطويلة العريضة، من منا أحس بأنه يتعامل مع زوجته أو أبنائه أو من وقعت قوامتنا عليه، بطريقة مخالفة لصنفه بين X و Y (لذا ربنا يعينه علينا).

بشكل أوضح، من منا كثير التشكيك بأم أبنائه، ورغم أنها من صنف Y إلا أنه يشعرها بأنه ما دام خارج البيت، أن هذه الأم لا تهتم بالبيت ولا بأبنائها مثلا، ويفرض مزيداً من الرقابة في البيت، حتى يصل إلى مرحلة التجسس والتي تنتهي غالباً بنتائج سيئة، لأنها خالفت قوله تعالى: (ولا تجسسوا). ويستغرب أن رقابته لم تؤت ثمارها المرجوة لأنه تعامل مع الصنف Y بطريقة التعامل المناسبة للصنف X. من منا قد رسم لابنه خارطة طريق دقيقة جداً، حتى أنه صمم الخريطة والمركبة المستخدمة عليها، بطريقة تجعلها غير قادرة على الانقلاب والتعرض لحوادث السير (واقفة طبعا)، رغم أن ابنه قد يكون قادراً على صنع سيارة من جديد، ورسم خريطة تفاعلية لو أعطي الثقة بنفسه لأنه Y وليس X.

نظرة للسماء: لو طرقت 10 مسامير بطريقة واحدة، ولم يصل أي منها إلى موقعه الصحيح، فمن الملام هنا، المسمار أم من لم يعدل طريقة التعامل مع المسمار؟