فيما تتمثل الرضوة أو الهبة التي يقدمها الزوج لزوجته الأولى عند رغبته بالزواج من أخرى كعادة تنتشر عند بعض القبائل في المجتمع من باب جبر خاطر للزوجة وامتصاص لغضبها وتقديراً لعشرتها، نجد أنه قد يصل الأمر عند بعض الزوجات أن توثق رضوتها في المحاكم كي تضمن حقها. وقالت المستشارة النفسية والأسرية الدكتورة زهرة المعبي، إن الرضوة التي تقدم للزوجة الأولى ليست شرطا لزواجه الثاني وليست مفروضة في الشرع بل هو أمر على حسب قدرة الرجل وإمكانياته المادية وتكون بمثابة جبر خاطر للزوجة الأولى أما الشرع فلا يدخل في موضوع الرضوات.

الكلمة الطيبة

قال المحامي والمستشار القانوني صالح الغامدي، إن الزوج يستطيع الزواج بامرأة أخرى دون أن يهب زوجته الأولى منزلا أو مبلغا ماليا أو بما يسمى (الرضوة)، أما إذا أراد الزوج من باب جبر خاطر زوجته الأولى أن يكتب لها شيئاً باسمها أو يهبها ماشاء فهذا أمر لا مشكلة فيه ويوجد بعض الأزواج حفاظاً على الأسرة والأبناء يقوم بالرضوه.

وأوضحت المعبي أن هناك أمورا تأثم الزوجة إن طلبتها ولا تجوز، ومنها: إذا قالت له إنها لن ترضى عليه ولن تسامحه إلا إذا طلق الزوجة الثانية لأن الزوج قد يضعف ويستجيب لطلبها ويطلق الثانية وحينها تأثم. مشيرة إلى أن الرضوات ليست مشروطة بأموال وممتلكات بل أحيانا كلمة طيبة واحدة تكون رضوة للزوجة وأحيانا الزوج يقدم الرضوة لزوجته لأنها ابنة عمه أو ابنة شيخ القبيلة فيخاف أن يغضبوا عليه فيقول لقد أرضيتها وهي قبلت وهي أيضاً وقتها تقف في صفه لأنه اشترى خاطرها.

يخطبن لأزواجهن

أكدت المعبي أنه توجد زوجات من الأصل لا يحتجن رضوة بل هي من تقوم بالخطبة لزوجها وتقوم بحضور زواجه وقد يكون عقد قرانه على الزوجة الثانية في منزلها لعلمها أنه يريد الزواج في كل الأحوال فتقول على الأقل يفعلها بعلمي ورضاي، موضحة أن الرضوات عادة تكون بمثابة تقدير للمرأة وتعويض لها بمعنى أنه حتى وإن ذهب وتزوج فإن الأمر لن يعود عليها بخسارة ككتابة المنزل باسمها أو شراء شقة وغيرها.

حيل بعض الرجال

أوضح الغامدي أنه في حالة الزواج من امرأة أجنبية فلا يستطيع الزواج إلا بموافقة من الزوجة الأولى وتكون موافقة بإقرار رسمي من المحافظة التابعة لها وتملأ نموذجا يتم توثيقه لدى المحافظة لأن إصدار إذن الزواج الثاني لن يتم دون حضور الزوجة الأولى وإقرارها بالموافقة.

ذاكرا بأن هناك زوجات لا يقبلن أمر الزواج بأخرى (سعودية أو أجنبية) سواء برضوة أو خلافه، فيقوم الزوج بتطليق الزوجة الأولى طلقة واحدة دون علمها ويأتي بصك الطلاق ويقدمه ويتزوج من الأجنبية دون شرط موافقة أو رضا الأولى لأنها في النظام ليست على ذمته وبالتالي سقط شرط الموافقة ثم يقوم بإرجاع زوجته الأولى وهي لا تعلم أنها طُلّقت من الأساس.

لا تطفيء الغيرة

من جهة أخرى أكد مأذونو الأنكحة السابقون، أنه توجد بعض الحالات التي تقوم فيها الزوجة بالانتقام من زوجها عن طريق الرضوة، حيث يقمن باشتراطات ككتابة بعض الممتلكات بأسمائهن وما أن يتم ذلك يقمن برفع دعوة للخلع.

مشيرين إلى أن الإقدام على الزوجة الثانية يجب أن يكون مدروسا وأن يأخذ رأي زوجته الأولى درءا للمشاكل.

- الرضوة التي تقدم للزوجة الأولى ليست شرطا لزواجه الثاني وليست مفروضة في الشرع

- يقدم بعض الأزواج الرضوة حفاظاً على أسرته وأبنائه

- تقدم الرضوة من باب جبر خاطر للزوجة وامتصاص لغضبها وتقديراً لعشرتها

- الإقدام على الزوجة الثانية يجب أن يكون مدروسا وأن يأخذ رأي زوجته الأولى درءا للمشاكل

- في حالة الزواج من امرأة أجنبية فلا يستطيع الزواج إلا بموافقة من الزوجة الأولى