طاش ما طاش، سواء أنكر من أنكر أو اعترف من اعترف، يعدّ من أقوى الأعمال التلفزيونية العربية التي ظهرت في وقت كان فيه شح كبير لدى البقية، ورغم قلة الموارد في البدايات إلا أنه بسبب الاجتهاد والتفاني في التفاصيل والحفر في الصخر من قبل فريق هذا العمل، قد يكون هو ما تعرضوا ويتعرضون له حتى يومنا هذا من السب والقذف والتحريم والتجريم.

استطاع هذا المسلسل أن يرافق السفرة الرمضانية لأجيال وأجيال، ولم نستوعب ما كانوا يقومون بطرحه إلا بعد ظهور بوادر رؤية 2030، فعلمنا حينها أن هذا العمل كان يسلط الضوء على ما هو سبب تأخرنا عن مواكبة العالم المحيط بنا.

ورغم أن العمل توقف قبل عدة أعوام، إلا أننا ما زلنا نتابع ما يحدث بين نجمي هذا المسلسل من قضايا ومستجدات وخلافات واتفاقات، وبعد أن أغلقت قضية نزاع بين نجمي هذا المسلسل، إلا أن هذا الإغلاق قام بتقديم حلقة من هذا المسلسل ولكن بدون تمثيل هذه المرة.

فبدأ الشارع يرد على هذا النزاع بما نعانيه في مجتمعنا حاليا، إذ تقول بعض الردود، كنتم تدعون أنكم تسعون لحل مشاكل المجتمع ولم تفلحوا في حل مشاكلكم الخاصة.

وهذا ما يظهر سبب عدم تقبل أغلبيتنا تجارب الآخر أو رأيه أو حتى النصيحة المجانية منه، قبل أن ننظر لحاله ونجاحه ومدى تقيده بما قال، و.. و.. كل شيء حتى (نظافة أسنانه).

وكأننا (ما سهرنا) على أفلام أجنبية في حياتنا، تظهر بها مجموعة من مدمني المخدرات وهم في مصحة التخلص من الإدمان، ويقوم الطبيب المعالج بجمعهم في جلسة واحدة وكل منهم يروي قصته، ويعطي تجاربه ونصائحه في نهاية الحديث، ليستفيد منها باقي الفريق.

والمعروف أن هذه التجربة تعدّ خطوة ناجحة من خطوات التخلص من الإدمان والعودة للحياة الطبيعية، حتى إنها بدأت تطبق هذه الجلسات في تخصصات أخرى كجلسات محاربي السرطان وغيرهم، فلماذا لم يرفض المرضى في أي مصحة الاستماع لتجارب ونصائح المرضى من حولهم، ويقولون كما تقول الردود على نجمي طاش (اسمع من يتكلم).

نظرة للسماء: إن كان (باب النجار مخلوعا) فلن يضرني ذلك ما دام أنه جعل بابا لبيتي.