يقال (ويا كثر ما يقال) إنه إبان حكم النازي هتلر، وأثناء الحرب نفذ حكما غريبا على 3 من الضباط، ولا ندري هل هم من ضباط العدو، أم من ضباطه الخائنين، المهم أن هتلر (حطهم في راسه) وربنا يرحمهم، ووضع كلًّا منهم في غرفة معزولة، وأبلغهم أنه تمت تصفية زملائهم السابقين بهذه الطريقة، ألا وهي طريقة القتل بالغاز السام، والذي لو تم استنشاقه لمدة 6 ساعات فستكون النهاية محتومة (على القبر مباشرة).

وبالطبع فإن الضباط تم إعطاؤهم في دوراتهم العسكرية معلومات عن هذا النوع من الغاز، وتم إبلاغهم بخطورته والمحاذير التي يجب أخذها عند استخدامه، ولم يعتقدوا أنه سيستخدم عليهم.

صاحبنا هتلر استخسر فيهم ثلاث طلقات، وقال أقتلهم بطريقة مبتكرة، وبالفعل «شغّل الغاز»، ولكنه ليس الغاز الذي تم إبلاغهم به، بل شغّل هواء طبيعيا، وتركهم وأغلق الغرف عليهم.

وبعد ساعتين تقريبا وليس 6 ساعات، و(بسبب صوت الهواء الطبيعي الذي يبقينا أحياء) توفي اثنان من الضباط، وكان الثالث في حالة تشنج وعلى وشك (الانتقال من بين يدي هذا المعذب إلى الحياة الآخرة) فقط لاعتقادهم أنه الغاز السام.

فلنفرض أن هذه القصة (من الكيس) على قولتنا، ولكن الأكيد الذي ليس من (الكيس)، أننا نعيش تحت رحمة أفكارنا، وتحت سطوة عقلنا (اللاواعي).

فمثلا تجد بعض طلاب التخصصات الصحية يشتكون نفس الأعراض التي درسوها (اليوم الصباح)، فتجد أغلب الزيارات للطوارئ في ذاك اليوم ممن يشتكون أعراض الذبحة الصدرية مثلا، لأن الدرس اليوم كان عن (الذبحة الصدرية)، وأن الكل معرض لها حتى الأصحاء و.. و.. حتى أصابهم الوسواس بأنهم تعرضوا لها.

أما لو تكلمنا عمن يعتقدون أن العين والسحر لم يخلقا إلا ليصيباهم، وأن الكل والجميع حتى قطط الحدائق يجب الحذر منها، لأنها تصيب بالعين إن رأتهم يأكلون ولم يخصصوا لها (نص على الفحم) في طلبهم من المطعم.

هم يشتكون من أضرار العين والحسد التي ألمّت بهم في كل صغيرة وكبيرة، حتى إن رباط جزمة طفلتهم لم تنقطع إلا بسبب عين (الخادمة)، رغم أنهم لم (يبقوا أو يخلوا) من تطبيق جميع ما سمعوا من التحصينات والتعويذات المحلية منها والعربية والعالمية.

ولكنهم بمعلوماتهم التي تغذوا بها من كل مكان، انشغلوا بالأسباب عن مسبب الأسباب، حتى أصبح قاتلك هو عقلك ومعلوماتك التي كان يفترض بها أن تكون سبيل نجاتك.

نظرة للسماء: (وَلَكِنَّ الشَّيـٰطِينَ كَفَرُوا يعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحرَ.. وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلَّا بِإِذنِ ٱللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُم وَلَا يَنفَعُهُم). وللأسف إن البعض ينشغل بأول الآية ليزيد بها وساوسه عن السحر وغيره، ويتغافل عن آخرها.