قامت دراسة من معمل بروفيسور في العلوم العصبية، مارك الكيما، بتسليط الضوء على التأثير السلبي لردة الفعل (الكر والفر)، التي تضعف من صحة الكائن الحي على المدى البعيد، عبر الدراسة، التي تم إجراؤها في الربداء الرشيقة (أحد أنواع الديدان الأسطوانية)، والتي تم نشرها في Nature.والتي توضح كيف أن بإمكان التوتر أن يضعف الدفاع، ويتسبب بتقصير العمر.

التنشيط المتكرر

قال الحاصل على الدكتوراه جيريمي فلورمان: «التنشيط المتكرر لاستجابة الكر والفر في الربداء الرشيقة، تسبب في تقصير العمر الافتراضي بشكل كبير».

فنجد بأن استجابة الكر والفر، استجابة ضرورية للدودة حتى تهرب من الحيوانات المفترسة، ولكن نجد أن هنالك ثمنا لذلك، التنشيط المتكرر لاستجابة الكر والفر يقلل من قدرة الدودة على التعامل مع التحديات الأخرى، التي تواجهها في البيئة.

هرمونات التوتر

عندما يشعر البشر بموقف خطير أو مثير للتوتر فإن الجسم يقوم بإفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، والذي بدوره يجعل من ضربات القلب أسرع، ويزيد من تدفق الدم إلى الدماغ والعضلات، ويحفز الجسم على إنتاج السكر كي يُستخدم للطاقة.

دفعة الأدرينالين تحفز استجابة الكر والفر، التي تعطي الشخص القدرة على الهروب من شيء مفترس أو التجاوب مع خطر ما، حيث تعاون الدكتور الكيما مع البروفيسور دييجو راييز في جامعة الجنوب الوطنية في الأرجنتين، وقاموا بدراسة تأثير التنشيط المتكرر لاستجابة الكر والفر على الصحة في الربداء الرشيقة.

هذه الدودة الصغيرة تعتبر نموذجا حيا معروفا، والذي ساعد على حل العديد من الأسئلة الأساسية في علم الأحياء، تتراوح ما بين النمو وحتى وظيفة الدماغ والأمراض.

فالحيوانات معرضة لأنواع مختلفة من التوتر، قد تكون هذه الأنواع مفاجئة، مثل ظهور حيوان مفترس، أو شيء تقدمي أكثر، مثل نقص الغذاء المزمن أو درجات الحرارة العالية أو الأكسدة، «تماما كما يحدث للبشر، واكتشف الباحثون أن استجابة الكر والفر في الربداء الرشيقة تحفز تنشيط أحد اثنين من الخلايا العصبية، التي تفرز التيرامين، نظير الأدرينالين، على العكس، فإن التعرض للتحديات البيئية مثل الحرارة والتوتر المؤكسد يقلل من إفراز التيرامين.

هرمون التوتر هذا يقدم جانبا ينظم استجابة الحيوان على إما المثيرات الحادة أو بعيدة المدى.