انتشر خلال الساعات الماضية هاشتاق #معنف_ابن_طليقته، والمتضمن لفيديو لطفل لم يتجاوز العاشرة من عمره، وهو يُضرب من والده بطريقة وحشية، حيث قام بربط يديه ورجليه معا. والذي أظهر بعد ذلك عدد من المقاطع الأخرى لنفس الأب وهو يعنف طفله، وهناك من يقوم بتصويره. بدورها تواصلت «الوطن» مع مركز بلاغات العنف الأسري، وأكد المركز أن تم مباشرة الحالة، وأن الإجراءات المتخذه سرية، وخاصة بالحالة ولا يمكن الإفصاح عنها.

متابعة الحالة

أكد عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الفاخري في اتصال مع "الوطن"، أمس، أن الجمعية تتابع مثل هذه الحالات وتتقصى للحقائق والمعلومات، ومن ثم الرفع بها للجهات المسؤولة حتى تتولى الجهات المختصة الموضوع (النيابة العامة) و(الحماية الاجتماعية).

العنف جريمة

أشارت استشارية الطب النفسي والخبيرة الدولية للأمم المتحدة الدكتورة منى الصواف لـ"الوطن"، أن العنف ضد الأطفال جريمة يعاقب عليها الفاعل مهما كانت درجة قرابته للطفل المعنف، لما يسببه من أضرار نفسية وجسدية بليغة عند الطفل قد تلازمه طوال حياته، ويمكن من ملاحظة الفيديو بدقة نجد أن الشخص البالغ، الذي يقوم بالتعنيف ارتكب عدة جرائم بحق الطفل، وهي العنف الجسدي والإيذاء المتعمد والعنف النفسي والقسوة المفرطة والتشهير بالطفل واستباحة إيذاءه، حتى من الأطفال المحيطين به، كما ظهر في الفيديو، والإذلال والقهر المتعمد للطفل.

تنمية العنف

أكدت مشاركة الطفل الآخر بالفيديو للعنف يساعد على تعليمه هذا السلوك، وهذا ما نخشاه أن يتعلم الأطفال المشاهدين للعنف سواء حضوريا أو عن طريق مقاطع الفيديو، إن العنف والإيذاء مقبول، وهو الأسلوب الأمثل في التعامل مع الآخر، مما يجعلهم مستقبلا ممارسين للعنف في المدارس كالتنمر، وحتى مع الآخرين، وينمي لديهم الانفعال العاطفي الغاضب وتكثر مشاجراتهم لأتفه الأسباب.

ثقافة قديمة

أوضح استشاري الطب النفسي الدكتور علي الزائري أن الشخص الذي قام بهذا الفعل شخص جاهل وبدائي، لا يوجد لديه أساسيات وفهم التعامل مع الأطفال، لا يفهم ولا يستوعب لغة الطفل أو مدى استيعاب الطفل، كما يبدو أن هناك عقابا لطفل على سوء تصرف، وعدم استجابته لهذا الشخص في أمر ما.

يوجد ثقافة قديمة عند بعض الأشخاص أن العقاب الجسدي والتهديد، هو نوع من التربية وهو أحد المفاهيم المغلوطة للتعامل مع الأطفال، سواء في البيت أو المدرسة، لا فالطفل بطبعة حركي فضولي يحب الاستكشاف، الطفل لا يستوعب مايريد الشخص المربي منه، بسبب اختلاف القدرات العقلية بينهما، فالطفل يفهم الأمور بشكل سطحي.

اضطراب ما بعد الصدمة

أبان الزائري أن الطفل المعنف من المحتمل بشكل كبير أن يصاب باضطراب ما بعد الصدمة، وهو نوع من أنواع القلق النفسي الشديد، يستمر مع الشخص حتى نهاية حياته، ويفقد الطفل ثقته في نفسه ويفقد إحساسه بالأمان مع الوالدين أو مع المربين لأن هذا الشخص، الذي من المفترض أن يكون مصدر أمان أصبح معتدى عليه.

ومثل هذه المواقف تنشئ طفلا بلا هوية وبلا شخصية خائف، ومعرض للاكتئاب والرهاب الاجتماعي، والتأخر الدراسي.

أضرار مستقبلية

الأطفال المعنفون أكثر عرضة للانحراف السلوكي في وقت المراهقة، كالدخول في عالم المخدرات كنوع من العناد للأهل وعقابهم ،أو كنوع من الهروب من الواقع وكما أن المُعنَف أكثر عرضة لأن يصبح مُعنِفا.

قضايا العنف الأسري

- إبريل 2016: أخ يضرب شقيقه

- يناير 2017: رضيعة معنفة في مكة المكرمة

- يوليو 2017: أب يعنف ابنته الرياض

- سبتمبر 2017: طفل جازان المعنف من أخوة والدته

- نوفمبر 2017: الطفل المعنف في خميس مشيط

- مارس 2018: الطفلة المعنفة إيلاف من زوجة والدها في مكة المكرمة

- مارس 2018: الفتاة المعنفة طيف من والدها في الشرقية

- مارس 2018: فتاة معنفة في الطائف

- أبريل 2018: معنفة أبها

- يناير2019: طفل الخميس المعنف من زوج أمه