فيما تستمر إيران في الاختباء وراء بعض أذرعها في المنطقة لتبني هجمات الإرهاب ضد المملكة، أكدت وزارة الخارجية السعودية أمس أن المملكة ستتخذ كافة الإجراءات المناسبة التي تكفل أمنها واستقرارها وذلك بعد ظهور نتائج التحقيق النهائية في الاعتداء التخريبي غير المسبوق الذي تعرضت له منشآت إمدادات النفط للأسواق العالمية في المملكة السبت الماضي. وأضاف بيان الوزارة: "تؤكد المملكة بشدة أنها قادرة على الدفاع عن أراضيها وشعبها والرد بقوة على تلك الاعتداءات".

وقالت الخارجية أيضا إن التحقيقات الأولية كشفت أنه استخدم في الهجمات أسلحة إيرانية، والعمل جار على التحقق من مصدر تلك الهجمات. وأضافت أن المملكة ستدعو خبراء دوليين ومن الأمم المتحدة للوقوف على الحقائق والمشاركة في التحقيقات.

نفي مزاعم الحوثيين

عززت صور التقطتها أقمار صناعية وتقارير استخباراتية لإيران وقوفها وراء هجمات على منشآت نفطية سعودية. وقال مسؤولون أميركيون، لم يكشفوا عن هويتهم، تحدثوا إلى وسائل إعلام أميركية ودولية قائلين، إن "دقّة ومدى الهجمات تلقي بالشكوك حول مزاعم الحوثي".

وتحدث مسؤولون أميركيون، لم يكشفوا عن هويتهم، إلى صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "إيه بي سي" ووكالة "رويترز" للأنباء. وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن "الهجمات جاءت من الغرب والشمال الغربي وليس من المنطقة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في اليمن، والواقعة إلى الجنوب الغربي من المنشآت النفطية السعودية. وعليه، يرى المسؤولون الأميركيون أن الهجمات انطلقت من شمالي الخليج من إيران أو العراق".

مخاوف جادة

حض الاتحاد الأوروبي أمس على "أكبر قدر ممكن من ضبط النفس" بعدما حملت واشنطن إيران مسؤولية هجمات بطائرات مسيّرة على منشأتين نفطيتين في السعودية، تبناها المتمردون الحوثيون في اليمن فيما اتهمت واشنطن إيران بالوقوف خلفها.

وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني إن "هجوم أمس بواسطة طائرات بدون طيار على منشأتين نفطيتين لأرامكو في السعودية تشكل خطرا فعليا على الأمن الإقليمي". وأضافت "في وقت يتصاعد التوتر في المنطقة، فإن هذا الهجوم يقوض جهود خفض التوتر والحوار الجارية".

وسجلت أسعار النفط ارتفاعا أمس بعد الهجوم على المنشآت النفطية السعودية الذي تسبب بانخفاض حاد في الإمدادات النفطية في العالم، مثيرة مخاوف من تصعيد عسكري مجددا بين الولايات المتحدة وإيران.

استفزاز المجتمع الدولي

أكدت مصادر داخل إيران أن التيار المتشدد أبدى سعادته بالهجمات الإرهابية داخل المملكة، وأن المتشددين يطمحون إلى نشوء حرب في المنطقة وعدم الجلوس إلى طاولة التفاوض، وهي نفس المنهجية التي ينتهجها الحرس الثوري الإيراني الذي يقال إنه لا يعمل على خط واحد مع صناع القرار في طهران، وهو الأمر الذي التفتت إليه الإدارة الأميركية في البيت الأبيض، وكان ذلك على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي أكد أن إعلان المتمردين الحوثيين عن تنفيذ هذه الهجمات أمر غير ممكن، وأن إيران هي من تثير التخريب في منطقة الخليج العربي.

وبالأمس أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنّ الولايات المتحدة تعرف مرتكب هذه الجريمة، وأنهم على أهبة الاستعداد للرد على أساس عملية التحقق، لكن الإدارة الأميركية تنتظر من السعوديّة المعلومات حيال ذلك.

محاولة جر المملكة لحرب

يستمر صبر المملكة على الاستفزاز الإيراني الذي ينطلق من أحقاد ضد السعودية ومن العقوبات الأميركية التي فرضت عليها بوقف تصدير النفط، رغم أن المملكة لا يد لها في ذلك، وأن مشكلة إيران ليست مع السعودية ولكنها تواصل استفزاز السعودية لجرها إلى كمين حرب، المملكة لا تريده ولكنها تصبر حتى يقول المجتمع الدولي كلمته في هذا الشأن.

واعترفت إيران أكثر من مرة على لسان الحرس الثوري أنها تدعم الجماعات الحوثية في اليمن إضافة إلى أذرعها الحشد الشعبي في العراق وكذلك ميليشيا حزب الله في لبنان، واعترفت أيضا أنها تزودهم بالأسلحة والدعم اللوجستي والمدربين والطائرات المسيرة، ورغم ذلك تنفي أي صلة لها بأي هجوم على السعودية بهذه الطائرات رغم اعترافها بدعم هذه الجماعات الذي يفرض عليها من قبل طهران أن تتبنى الهجمات وذلك في عمل إرهابي منظم.

هجمات اليأس الإيرانية

- مايو 2019: استهداف محطتي ضخ بترولية بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف في الرياض

- يونيو 2019: هجمات ناقلات النفط في خليج عمان وقبالة الفجيرة

- أغسطس 2016: خلايا إيران الإرهابية تستهدف وحدة للغاز الطبيعي في حقل الشيبة البترولي التابع لأرامكو

- سبتمبر 2019: الهجوم على معملين لإنتاج النفط في محافظة بقيق بالمنطقة الشرقية