فيما كشفت مصادر أن شركة أرامكو السعودية تمضي قدما هذا الأسبوع في اجتماعات مع مصرفيين حول إدراجها المزمع، وتحاول الالتزام بإطارها الزمني بعد الهجوم على منشأتين لها بداية هذا الأسبوع، ظهرت توقعات وسيناريوهات مرعبة لأسعار النفط حتى أن بعض المحللين الاقتصاديين توقعوا أن يرتفع سعر النفط ليصل إلى 80 دولارا للبرميل بينما عقود النفط الآجلة قد تصبح بـ75 دولارا، في حين أكد تقرير من S&P Global Platts أن الهجمات الإرهابية على معملين لأرامكو في بقيق قضى فعليا على السعة الاحتياطية للعالم. وكل ذلك يؤكد قوة الاقتصاد النفطي السعودي وأن الهجمات الإرهابية كانت تستهدف في المقام الأول الاقتصاد العالمي وليس السعودي فحسب.

وبلغت أسعار خام برنت أمس أكثر من 68 دولارا للبرميل في شكل طفيف ما يمثل تراجعا بسيطا بعد أن شهدت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة 20% الإثنين، مسجلة أكبر ارتفاع خلال الجلسة نفسها منذ 1991 وحرب الخليج.

استمرار خطط الاكتتاب

ستجتمع أرامكو مع بنوك سعودية محلية لمناقشة خطط الطرح العام الأولي لأسهمها، وأبلغ مصرفيون في بنوك دولية يعملون على الطرح أن إدارة أرامكو لم تجر أي اتصال حول أي تأخير. وتواصل أرامكو الإعداد لطرح عام أولي محلي، وربما يتم في أوائل نوفمبر المقبل.

ووفقا للمصادر فإن أرامكو تخطط لبيع 1% من أسهمها هذا العام، في صفقة محتملة بقيمة 20 مليار دولار، و1% أخرى في 2020 في الرياض، قبل أن تتجه للبيع في الأسواق الدولية.

ارتفاع أسعار النفط

وفقا لما ذكره موقع economictimes، فإن إنتاج المملكة من النفط يمثل 60 % من إجمالي إنتاج دول الخليج، الأمر الذي تسبب في صدمة على المعروض العالمي، وحاليا ليس من المؤكد إلى متى يستمر هذا الاضطراب ولكن الأمر الواضح هو أنه كلما زادت فترة هذا الانقطاع كلما كان الاتجاه صعودا بالنسبة للأسعار.

هل تفي الاحتياطات الأميركية بالغرض

قالت وزارة الطاقة الأميركية إنها ستتصرف إذا تطلب الأمر، عن طريق اللجوء إلى احتياطاتها البترولية الإستراتيجية، التي تبلغ 645 مليون برميل، مما قد يعطي بعض الثبات للأسعار. حاليا يبلغ احتياطي النفطي الإستراتيجي الأميركي نحو 644.8 مليون برميل من النفط الخام في 4 مواقع في تكساس ولويزيانا، بما في ذلك 250.3 مليون برميل من النفط الخام الحلو و394.5 مليون برميل من النفط الخام الحامض. في غضون ذلك، أفاد تقرير من نادي اتحاد السيارات الأميركي أن أسعار البنزين في الولايات المتحدة ستقفز على الأرجح هذا الأسبوع بعد ارتفاع العقود الآجلة للنفط الخام قرابة 15% في أعقاب هجمات على منشأتي نفط سعوديتين في مطلع الأسبوع. النقطة الإيجابية هو أن السعودية ستعتمد على مخزونات النفط الخاصة بها، أما مستهلكي النفط الخام في كُل من الشمال الشرقي في آسيا والهند فيمتلكون مخزونات نفطية كافية لتغطية أي عجز ونقص من النفط السعودي لبضعة أشهر ولدى شركات التكرير مجموعة واسعة من مصادر الإمداد البديلة.

التأثير على السعة الاحتياطية

ذكرت قناة cnbc الاقتصادية أمس، أن الهجمات الإرهابية على المنشآت النفطية السعودية ستقضي على سعة النفط الاحتياطية في العالم، وذلك وفقا لما أكده خبير من S&P Global Platts.

وأضاف الخبير أن 5.7 ملايين برميل من النفط الخام أو 50 % من إنتاج المملكة النفطي أمر ليس بالسهل، فهو يمثل أكثر من 5 % من إنتاج النفط العالمي، مشيرا إلى أن أمام أرامكو من 35 إلى 40 يوما من المعروض لتلبية الالتزامات التعاقدية، وذلك وفقا لمصدر قريب من المسألة.

المخاطر الجيوسياسية يقول مدير محفظة الأصول المتعددة في بنك «جي بي مورجان» ليون غولدفيلد، إن أسعار العقود الآجلة للنفط المتجهة إلى منتصف 2020 تشير إلى أن هنالك مخاطر بدأت تتشيد في السوق، مبينا أنه قبل هجوم عطلة نهاية الأسبوع، كان سوق النفط مركزا على فائض العرض وكذلك تباطؤ مخاوف النمو العالمي وسط الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

في الأسبوع الماضي، قالت أوبك والوكالة الدولية للطاقة، إنه قد ينتهي المطاف لأسواق النفط بفائض في 2020، بالرغم من الاتفاقية من قِبل أوبك وحلفائها بتقنين العرض. ولكن إذا استمر توقف الإنتاج في السعودية لفترة طويلة، فإن أسعار النفط قد ترتفع بسهولة لأكثر من 80 دولار للبرميل، كما أكدت S&P Global Platts.

سيناريو ارتفاع الأسعار

قد ترتفع الأسعار أكثر في حال استمر توقف الإنتاج أو تصاعدت التوترات بما في ذلك الاضطرابات الانتقامية. ولكن الاتجاه الصعودي قد لا يكون مستداما وسط التحذيرات في الاقتصاد العالمي، كما يقول إدوارد بيل، مدير أبحاث السلع في بنك الإمارات دبي الوطني. وأضاف «ارتفاع سعر برنت إلى 70 دولارا للبرميل هو بالضبط ما هو مطلوب بالنسبة للاقتصاد العالمي في هذه المرحلة».

تأثير الهجمات المباشر على أسواق النفط العالمية

- أرامكو تستهدف استرجاع حوالي ثلث إنتاجها، أو 2 مليون برميل

- العقود الآجلة لخام برنت، ارتفعت بمقدار 19.5% إلى 71.95 دولارا للبرميل

- العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط ارتفعت بمقدار 15.5% إلى 63.34 دولارا