لماذا يخرج البعض في يوم الأم ويوم الأب وغيرها من الأيام العالمية، احتجاجا على المسمى، ويظهرون سبب احتجاجهم على هذه الأيام، بأن الأم والأب وغيرهما ممن لهم أفضال علينا، يجب أن نوفي لهم كل يوم وليس يوما واحدا. لو أخذنا هذه القاعدة على اليوم الوطني، فباحتفالنا به يوما واحدا، فهل تذكرنا كم يوما احتفل وطننا بنا.

أليس كل يوم نخرج من بيوتنا آمنين على من بها، لنذهب في شوارع فسيحة آمنة، ناهيك عن كونها مجانية، ونصف سيارتنا في مواقف مجانية، مجاورة للحديقة التي سنتفسح بها مجانا، رغم أنها كلفت ملايين الريالات، لنشعر بعدها بأعراض زكام خفيفة، فنذهب للمستوصف الذي تتوفر فيه كل خدمة مجانية و.... و.... إلخ، وكلها آمنة ومجانية قدر الإمكان.

أليس هذا احتفالا بنا، وهذا كله في أيام الرخاء، فما بالك لو واصل الوطن احتفاله بنا في أيام الشدة التي تلم به.

فرغم أن دولا عظمى عجزت عن توفير علاج مجاني لمواطنيها إلا بتأمين طبي، وهي لا تخوض حروبا، إلا أن وطننا لم يوفر لنا علاجا مجانيا فحسب، بل فاض خيره على من بجواره مجانا.

وكل ذلك لم يؤثر في عجلة التنمية التي أصبحت تلف بسرعة أضعافا مضاعفة لما كانت عليه قبل الحرب.

هذا كله وما ورد أعلاه، كلام متداول بشكل يومي، والبعض على استعداد أن يسمعه (غيبا)، ولكن غير المتداول بيننا، كم يوما من أيام العام خصصناه للوطن.

كم يوما خصصه أحد الشبان لوطنه، ليتعلم بشكل تطوعي آلية الإسعاف والإخلاء والإنقاذ، ليكون على أهبة الاستعداد للمشاركة في إنقاذ الأرواح التي بعد عنها المسعف لانشغاله بمصابي الوطن في أي مكان.

كم شابا وشابة، خصصوا جزءا من أيامهم ليتعلموا كيف يكونون جيشا تطوعيا للوطن، جيشا في التعليم المجاني، وفي التوعية والتثقيف المجانيين، جيوشا أحست بأن للوطن فضلا عليها في الرخاء، فلم تتركه وقت الشدة.

نظرة للسماء: كثرة تذوق الأكل اللذيذ تجعلك تمل الأكل منه، والمشكلة ليست في الأكل، بل في اللسان الذي لم يعد يذكر شعوره أثناء الجوع.