بعد تلاشي وهم دولة الخلافة في العراق والشام هربت عناصر تنظيم داعش إلى إفريقيا لتنضم إلى مؤيدي التنظيمات الإرهابية التي تتقاسم سواحل غرب إفريقيا والصحراء وأدغالها الجنوبية الغربية، لبدء واقع جديد من التجارب الدموية للإرهابيين القدامى والقادمين الجدد إلى القارة الفقيرة أصلاً.

القمة الطارئة لرؤساء المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا الـ15، إضافة إلى تونس وموريتانيا وتشاد والكاميرون التي بدأت في عاصمة بوركينا فاسو بمشاركة عربية وأميركية وأوروبية بهدف التصدي لتقدم الإرهابيين إلى منطقة الساحل والصحراء أبلغ دليل على حجم الكارثة وتفاقم هذه الظاهرة وتهديدها للاستقرار في القارة السمراء.

أين اختفى دواعش سورية

صحيح أن المتخصصين في شؤون الجماعات الإرهابية لم يفلحوا في الإجابة على السؤال الملح «أين اختفى الآلاف من عناصر داعش الذي كان يحتل مناطق شاسعة في سورية والعراق بعد هزيمتها»، إلا أن الإجابة جاءت من أدغال إفريقيا في القمة التي يشارك فيها نحو 20 رئيس دولة وخبراء أميركيين وأوربيين وعربا.

ويقول رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية الإفريقية جان كلود برو، إن الهجمات تصاعدت خلال الأعوام الأربعة الأخيرة إلى 2200 هجوم، إضافة إلى 11 ألفا و500 قتيل، وآلاف الجرحى وملايين النازحين، فضلاً عن تأثر النشاط الاقتصادي بشكل كبير، وتفاقم النزاعات الطائفية في دول الساحل التي تضم موريتانيا ومالي وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو.

تصاعد الهجمات الإرهابية

ويؤكد المعهد الفكري الأميركي أن عدد الهجمات الإرهابية تضاعفت في منطقة الساحل الإفريقي خلال سنتين إلى 465 هجوماً أي بمعدل أكثر من هجوم في اليوم الواحد، داعيا إلى البحث عن وسائل ناجعة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا.

ويقلل خبراء من ضعف فاعلية الخطط الإفريقية لمكافحة الإرهاب، رغم وجود قوة عسكرية لمجموعة دول الساحل مدعومة من الجيش الفرنسي وبقيادة باريس تضم 4500 جندي لمكافحة الجماعات الإرهابية، إضافة إلى البعثة الأممية لإحلال الاستقرار في مالي التي تتألف من 13 ألف رجل.

الفساد في إفريقيا

ويرجع هؤلاء ضعف الآلية الإفريقية لمكافحة الإرهاب رغم الدعم الدولي المالي إلى الفساد المستشري وسط الحكومات في القارة السمراء التي يموت ساكنوها هرباً من الفاقة في عرض البحر المتوسط، في حين تضيع ملايين الدولارات التي تدفعها الحكومات الأوروبية لمكافحة الإرهاب في غير مخصصها.

ويتساءل محمدو سافادوغو الباحث في ملتقى الدراسات وأبحاث التحرك من أجل الديمقراطية والتنمية «ما هي النتيجة لمجموعة دول الساحل الخمس؟ ماذا جلبت؟ المبالغ القليلة التي حصلت عليها استخدمت في نفقات اجتماعات وفنادق وتشغيل»، ورأى أن مجموعة الخمس استسلمت.

الحلول المقترحة

وتراهن دول ساحل غرب إفريقيا ومجموعة الـ15 الاقتصادية أن تبرز جبهة موحدة تحظى بدعم مالي داخلي، وكذلك تحصل على مساعدات خارجية من فرنسا وألمانيا والسعودية والمغرب والولايات المتحدة والإمارات، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إضافة إلى الدعوة لتشكيل تحالف دولي على غرار ما حدث ضد داعش في سورية والعراق.

ضحايا الإرهاب خلال 4 سنوات في غرب إفريقيا

- 2200 هجوم نفذته الجماعات الإرهابية

- 11 ألفا و500 قتيل في أعمال إرهابية

- آلاف الجرحى من المدنيين

- ملايين النازحين من مواطني البلدان المختلفة

- تأثر النشاط الاقتصادي بشكل كبير

- تفاقم النزاعات الطائفية في دول الساحل