(عاشق الوطن الأول سلمان)

لا تطاوله الألحاظ إلا حينما تنظر في السماء، وفي الوقت ذاته هو أقرب ما يكون للمواطن السعودي، الذي ما إن يشكو أدنى ضيم إلا ويطلق العبارة المشتهرة: (الوعد سلمان).

السعودي اعتاد على التعامل مع حكامه كما يتعامل مع أهله، وعشيرته، فحينما يقابل الملك أو ولي العهد، أو المسؤول أياً كانت درجته، يناديه بكنيته، أو بولد عبدالعزيز، ولا يتكلف في ذلك شيئاً، وأكبر من رسخ هذه الثقافة وعمَّقها هو سلمان بن عبدالعزيز، الذي يزور المريض، ويقبل دعوة المواطن على طعامٍ أو شرابٍ، ويحضر الأعراس، ويؤم العزاءات، ويصلي على الأموات، ويتبع الجنائز، وهذا ديدنه يمشي على الأرض، وهو يَلُوح للناس في السماء، ولن تجد هذا المعنى على حقيقته إلا حينما ينطق به الصغار، وطفلة القريات جنى الرويلي ذات السنوات الأربع خير شاهد، حيث أدركت العلاقة بين الحاكم والمحكوم في السعودية، وترجمت طبيعة التعامل بعفويتها الطاغية، حينما قالت: «ما هو على كيفه ما يجينا» - تقصد الملك - ثم يستقبلها سلمان الإنسان، وهي تركض نحوه فاتحة ذراعيها كأنها تلتقي والدها بعد غيبة، هل يحدث هذا مع غير ملكنا سلمان؟!

(همة حتى القمة)

«لدى السعوديين همم مثل جبل طويق، لن تنكسر، إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض»، هكذا يصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، همم الشعب السعودي المذهل، همة الشعب السعودي العظيم، بدأت بالتسامي فوق الصعاب والمهام الكبيرة، حينما عزم الملك المؤسس العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- بمعاونة 63 رجلًا في مهمة شبه مستحيلة، لاستعادة الرياض - العاصمة السعودية المستقبلية - في مغامرة غير محمودة العواقب، وقد فعلوا وسطّروا بدمائهم وعرقهم مجد أمة لا يمحوه الزمن، واستمر العطاء والتسامي، لنقف عند حد صناعة أكبر اقتصاد على وجه الأرض، والذي تسعى إليه السعودية الجديدة.

همة الشعب السعودي تسامت خلف قيادته من البداية، حينما أعلن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - عن ولادة المملكة العربية السعودية في سبتمبر 1932، وتسامت حينما قفز التعليم قفزته الأولى في عهد الملك سعود - طيب الله ثراه -، وتسامت حينما تعملقت الشخصية السياسية للوطن في عهد الملك الشهيد فيصل - تقبله الله -، وتسامت حينما عم الرخاء والسلام والأمان في عهد الرجل الصالح الملك خالد - طيب الله ثراه-، وتسامت الهمم السعودية في عهد المحنك الملك فهد - طيب الله ثراه - لنكون شعب الموقف وشعب الشهامة، وتسامت الهمم في عهد ملك الإنسانية الملك عبدالله - طيب الله ثراه -، الذي قفز بالعلم القفزة الأوسع في العهود السعودية كافة، ثم تسامت النفوس السعودية والهمم الأبية واشرأبت الأعناق للمجد مع ملك العزم والحزم الملك سلمان - أيده الله -، والذي أطلق السعودية الرابعة بنقله ولاية العهد إلى جيل الشباب، جيل الأحفاد من أبناء المؤسس، لتأتي الرؤية الحلم 2030، بسلاسة الشباب وعنفوانهم وهمتهم، وتأتي معهم المشاريع الحالمة التي ستشكل وجه الشرق الأوسط برمته، ليصبح - كما قال ولي العهد - «أوروبا الجديدة».

«طويق» تَمثَّل فينا حينما تحدينا المستحيل للبدء بالرؤية الحلم، والتي بدأت بممهدات مهمة، على المستوى المجتمعي، حينما بدأت القيادة الرشيدة بتطهير البلد من أدران الفساد، وغسلت الدرج من أعلاه حتى أسفله كما ينبغي، ثم على المستوى الفكري حينما وقف الشعب مع قيادته وقفة الحزم أمام خطورة الإرهاب والتطرف، ثم على المستوى الاقتصادي حينما تماهى الشعب الوفي الأبي مع حكومته وقيادته في حزمة الإصلاحات الاقتصادية، ثم على المستوى السياسي حينما ساند الشعب السعودي وطنه وقيادته، وكان معه في كل قراراته ومواقفه، وفي كل أزماته وضوائقه، وفي كل انتصاراته ومكاسبه، هذا هو طويق الذي يمثل الشموخ والعز في نفوس السعوديين وهممهم.