رغم أن تركيا تتشدد على وجود اتفاق بين أنقرة وواشنطن حول المنطقة الآمنة، إلا أن الدولتين تواجهان صعوبات جمة في التوصل إلى اتفاق حقيقي قابل للتنفيذ، خصوصا بعد فشل الرئيس إردوغان في التمكن حتى من لقاء الرئيس الأميركي ترمب، ويعود خالي الوفاض من رحلته الأخيرة إلى نيويورك، ما أكسب الاتفاق المزيد من الضبابية.

حزام عربي

وكشف مراقبون استحالة تلبية طلب إردوغان بشأن المنطقة العازلة، وصعوبة إيواء 3.6 ملايين سوري بالمنطقة، لافتين إلى أن النوايا الحقيقية لتركيا هو إقامة حزام عربي مؤيد لتركيا على حدودها، عبر إبعاد الأكراد عن تلك المنطقة، ما يعني عدم وجود اتفاق واضح وجلي بين واشنطن وأنقرة.

المنطقة الآمنة

كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في خطابه أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة هذا الأسبوع عن خارطة تظهر الخطط الطموحة لهذه المنطقة، وأوضح أن المنطقة سيبلغ طولها 480 كلم على طول الحدود في شمال سورية وعمقها 30 كلم.

وقال إنها يمكن أن تسمح لثلاثة ملايين لاجىء سوري بالعودة إلى بلادهم، وأصبح هذا الأمر يرتدي أهمية قصوى لإردوغان الذي يواجه انتقادات داخلية بسبب وجود 3,6 ملايين لاجىء سوري في تركيا، وهو أعلى رقم في العالم.

اختلافات مع واشنطن

وتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن عمق مماثل للمنطقة الآمنة، لكن قوات سورية الديموقراطية أشارت إلى منطقة بعمق خمسة كيلومترات أو حتى تسعة، وممكن أن تصل إلى 14 كلم في بعض المناطق بين رأس العين وتل أبيض.

والسبب الرئيسي لمطالبة إردوغان بهذه المنطقة هو الضرورة بالنسبة لأنقرة أن تقيم منطقة عازلة بين حدودها والأراضي الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، المتحالفة مع الولايات المتحدة، فضلاً عن التمكن من إعادة اللاجئين والتوسع إلى الرقة ودير الزور.

هل سترى النور

اعتبرت دارين خليفة المحللة في مجموعة الأزمات الدولية «تبين أن بلوغ اتفاق مقبول لتركيا ووحدات حماية الشعب الكردية، في الوقت نفسه أمر صعب. ويبدو أن مطالبهما الأساسية لا يمكن التوفيق بينها»، واستدركت «لكن الولايات المتحدة كانت واضحة جدا حيال واقع أنها لم توافق على الاتفاق، الذي يشمل الإعادة غير الطوعية للسوريين إلى هذه المنطقة».

إيواء 3 ملايين لاجىء

يرى الخبير في شؤون سورية فابريس بالانش أنه «من غير الممكن إرسال ثلاثة ملايين شخص إلى تلك المنطقة المحدودة المساحة وشبه الصحراوية»، لكن في المشروع الذي عرضه أمام وسائل الإعلام التركية ونظرائه خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة تحدث إردوغان عن خطة بناء قرى ومدن، يمكنها استقبال ما يصل إلى مليون شخص، وقال بالانش «هدف إردوغان كما يبدو إقامة «حزام عربي» مؤيد لتركيا على الحدود التركية، عبر إبعاد الأكراد عن تلك المنطقة».