تناقلت شبكات التلفزيون والصحافة العربية والعالمية ذلك الحديث الشفاف لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى قناة CBS نيوز الأميركية، والذي أوضح فيه موقف المملكة تجاه كثير من القضايا في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ووجه البوصلة نحو اختيار الحل السلمي لحلحلة قضايا المنطقة، وبين أن السعودية بذلت وما زالت جهودا كبيرة لكي تضع الحرب أوزارها في اليمن، وأوجز ذلك بإجابات متزنة منضبطة في مشاعرها أن إيران خلف إطالة أمد الحرب في اليمن، عبر دعمها ميليشياتها هناك، وأن السعودية داعية سلام عُرف هذا عنها في مواقفها تجاه مختلف القضايا ومنها الموقف في اليمن، وأنها استجابت لطلب الشرعية في اليمن مع التحالف العربي، وأن هناك قرارات أممية خلف ذلك أشهرها 2216.

ونحن نعلم ماذا قدمت السعودية لليمن خلال نصف قرن، وما رافق ذلك من علاقات متميزة بين الشعبين الشقيقين لكن الحوثي ومن ورائه إيران لا يريد، ولا تريد، أن تنتهي الحرب في اليمن، وهذا ما أضر بالأشقاء في اليمن.

وتناول ولي العهد في حديث العصر الذي تابعته شبكات التلفزيون العالمية تحليلا ووضعت له عناوين بارزة وأفردت له في صفحاتها منها الأولى قصة الاعتداء على الطاقة، وأن هذا اعتداء على العالم واقتصاداته وليس على السعودية، وتعطيل لمصدر من أهم المصادر، وأن إشعال المنطقة واستمرار أزماتها خلفه إيران وميليشياتها التي تريد أن تفتعل الأزمات بسبب العقوبات عليها.

وأكد ولي العهد على أن أسعار النفط ستقفز إلى أرقام هائلة إذا لم يتّحد العالم لردع إيران، كما شدد على الحل السياسي، قائلا بالحرف «نفضل الحل السياسي لحل الخلاف مع إيران عوضا عن الحل العسكري».

وكان حديث الأمير شفافا في توصيف الحماقة التي يرتكبها الإيرانيون قائلا «نعم أتفق مع وزير الخارجية الأميركي بومبيو على أن الهجوم على منشآت المملكة النفطية هو عمل من أعمال الحرب من طرف إيران»، ولهذا أوضح «بلا شك إذا لم يقَمْ العالم باتخاذ موقف حازم ورادع لإيران فسوف نرى تصعيدا أكبر، وسوف تتعطل إمدادات الطاقة».

وجاءت فقرات اللقاء الشفاف والواضح كرسالة إلى العالم عن شخصية تقود السعودية إلى التنمية بسواعد أبنائها.

وكان ولي العهد في كل لقاءاته الصحفية والتلفازية يبدي حرصه على شباب المملكة وتنمية المملكة، وأن السعودية تحرص على الارتقاء بمواطنيها وتحقيق أرقى درجات التنمية في عصر تعيش فيه بعض الشعوب تراجعا في اقتصاداتها، كما أثنى على دور المرأة وشباب الوطن وأنهما معا يتجهان بالوطن إلى البناء والارتقاء، مشددا على أننا في هذا الوطن لحمة واحدة ويد واحدة في سبيل الرقي بالسعودية.

لقد أمضى العالم أسبوعا كاملا بعد حديث ولي العهد الذي تناقلته وسائل الإعلام بالتحليل والإشادة، ورأينا الأصداء كبيرة أظهرت شخصية الرجل القائد الملهم الذي وضع النقاط على الحروف في كثير من قضايا العالم، رغم ما يقوم به الإعلام الحاقد وصناع الأراجيف من الأفلام المسمومة، لكن الحق أبلج، والقائد يمضي دون التفاف إلى الوراء ليحقق لأمته ولقضاياها مكانة عالمية واستقرارا في كل مناحي الحياة الكريمة التي يتطلع إليها الوطن.

حفظ الله ولي العهد، وبارك في جهوده.