يتصاعد الجدل في الولايات المتحدة هذه الأيام، حول التحقيقات الجارية بشأن اتصال الرئيس ترمب الشهير بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ويبحث الرأي العام الأميركي عن نتيجة الخلافات السياسية، وإمكانية التأثير على الطريقة التي تكون بها ردة فعل المسؤولين تجاه الأحداث، خصوصا المشاكل المهمة المعروفة جدا مثل إقالة وإزالة الرئيس من مكتبه.

ويحدد موقع brookings في تحليل بقلم الكاتب والمحلل ويليام أ. جالستون خمسة أمور كبيرة كشفتها استطلاعات الرأي حول تأثير المعلومات، التي تلقاها الشعب الأميركي، خلال الأسبوعين الماضيين بخصوص الاتصال الهاتفي، الذي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتصرف كبار المسؤولين الآخرين.

النقطة الأولى

يقول الكاتب جالستون إن الرئيس ترمب شخصية غير عادية ومستقطبة، لذا فإن نسبة كبيرة من عامة الناس فضلوا إزالته من مكتب الرئاسية طوال رئاسته.

وفقا لـ»نيت سيلفر»، فقد بلغ متوسط دعم العامة لإقالة ترمب في جميع الاستطلاعات منذ بداية 2017، وحتى قبيل اكتشاف الأخبار عن أوكرانيا

38.5 %، مقابل 55.7 % يعترضون، ولم تكن هنالك أي علامة بأن عامة الناس كانوا يحرزون تقدما في إزالته.

في الواقع، نشر تقرير المستشار الخاص روبرت ميولر كان متبوعا بنقص بسيط في دعم عامة الناس، وهذا الدليل يشير إلى استنتاجين: الدعم بعد أوكرانيا للإقالة يجب أن تُقاس بالمقارنة مع القاعدة الموجودة سابقا العالية، وأنه من المنطقي إرجاع التغييرات منذاك الوقت إلى المعلومات الجديدة، بدلا من التوجهات الموجودة بالفعل.

النقطة الثانية

نشر المعلومات الجديدة كان ذو تأثير مصيري، ولكن قابل للقياس على دعم عامة الناس لإقالة وإزالة الرئيس من موقعه.

وكشفت ستة استطلاعات من الأصوات المسجلة التي تم إجراؤها منذ 23 سبتمبر بأن متوسط 47% الآن يدعمون إقالة الرئيس ترمب، بينما 44% يعترضون، وأنه من بين ثمانية استطلاعات للبالغين، جاءت النتائج متشابهة، بحيث 44% يدعمون و40% يعترضون ضد الإقالة.

وبشكل عام، يبدو أن المعلومات الجديدة هي زيادة دعم العامة للإقالة بحوالي 7%، وفي نفس الوقت تقليل المعارضة بحوالي ضعف ذلك بمرتين، ولكن بالرغم من هذه التحولات، إلا أن الإقالة تتمتع بأقل من دعم الغالبية، والهامش بين الداعمين والمعارضين هامش ضئيل جدا.

النقطة الثالثة

وحول النقطة الثالثة، يرى جالستون أن الردود على تطورات ما بعد 23 سبتمبر تنقسم بشكل حاد على الحدود الحزبية والإيديولوجية، فالمشاعر المؤيدة للإقالة زادت أكثر بين الديموقراطيين والمستقلين مقارنة بالجمهوريين، وأن الاختلاف بين هذه المجموعات اختلاف كبير. في أرجاء الاستطلاعات التي بلغت عن الانهيارات الحزبية، فإن الدعم للإقالة الآن يبلغ متوسطه 78% بين الديموقراطيين و38% بين المستقلين، مقارنة بـ13% فقط بين الجمهوريين، في حين أن من بين غالبية المسؤولين الجمهوريين المنتخبين، الذين يمثلون الأحياء أو الولايات الحمراء، تبدو الحسابات السياسية لا تزال تشير إلى بقاء الرئيس ترمب.

النقطة الرابعة

على الرغم من أن الاستطلاعات التي أجريت في بداية أكتوبر تشير إلى نمو نسب الداعمين للإقالة، ما يعني أن هنالك فرصة لنمو أكثر، حيث إن عامة الناس يستقبلون ويستوعبون المعلومات الإضافية. وكشف استطلاع Economist/YouGov بأن 11 % فقط من الجمهوريين حاليا يفضلون الإقالة، إلا أن 24 % منهم يعتقدون بأنه من غير اللائق لرئيس دولة أن يطلب من حكومة أجنبية التحقيق بشأن أحد منافسيه السياسيين المحتملين، وارتفعت هذه النسبة إلى 44 % عندما ارتبط الأمر بتهديد بمنع المساعدات، في حال رفضت الدولة الأجنبية اتخاذ الإجراءات، التي تفيد الرئيس شخصيا. ويضيف أن 45 % من الجمهوريين و61 % من المستقلين يعتقدون بأن المسؤول المنتخب، الذي يسيء استخدام سلطته يجب أن يتم إقالته وإزالته، في حين أن 42 % من الجمهورين و58 % من المستقلين ينتزعون هذا المنصب في حال كان الانتهاك يعوق العدالة.

بعض الجمهوريين والمستقلين الذين يعترضون حاليا على الإقالة قادرون على تغيير رأيهم بأن الرئيس ترمب يجب أن تتم إقالته وإزلته، وبالتالي فإن نسبة 42 % من الجمهوريين و58 % من المستقلين، الذي يعارضون حاليا الإقالة قد يغيرون من آرائهم إذا أقنعهم الدليل بأن سلوك ترمب يحقق أحد هذه الاختبارات.

النقطة الخامسة

ويقول الكاتب جالستون في هذه المرحلة هناك قلة من الأمريكيين يعتقدون بأن الرئيس ترمب سيُزال من المكتب عن طريق تصويت مجلس الشيوخ بخصوص مقالة الإقالة، ويتساءل كثيرون إذا ما كان الأمر يستحق كل هذا العناء.

واكتشف استطلاع Today/Ipsos بأن 15% فقط من المشاركين و9% فقط من المستقلين يعتقدون بأنه ستتم إزالة ترمب بهذه الطريقة، حتى الديموقراطيين ليسوا واثقين جدا، ويعتقد 25% فقط بأن عملية الإقالة ستؤدي إلى نتيجة ناجحة.

وأشار استطلاع آخر لموقع NPR/PBS NewsHour/Marist بأن

49 % من الأميركيين، و52% من المستقلين، لا يعتقدون بأن الأمر يستحق من الشيوخ الديموقراطيين التصويب لإقالة ترمب في حال لم يصوت الشيوخ الجمهوريون لإدانة الرئيس.

اتجاهات الرأي العام الأميركي حول إقالة ترمب

- تأثير المعلومات التي تلقاها الشعب خلال الأسبوعين الماضيين

- الاستطلاعات منذ بداية أكتوبر تشير إلى نمو نسب الداعمين للإقالة

- ثمانية استطلاعات جاءت نتائجها متشابهة 44 % مقابل 40 %

- ستة استطلاعات أجريت منذ 23 سبتمبر 47 %، مقابل 44 %

- قلة يعتقدون بأن ترمب سيقال عبر تصويت مجلس الشيوخ