أثبتت تجربة زراعة الزيتون في منطقة عسير نجاحها، بما يؤهلها لتكون منتجا مؤهلا لزراعة الزيتون وعصره، وبما يجعلها وجهة جديدة تزاحم الوجهات التقليدية المعروفة بهذه الزراعة مثل فلسطين والأردن وسورية وإسبانيا، وذلك لتمتع المنطقة بعدة مؤهلات أبرزها الطبيعة والبيئة والطقس، وهي عوامل ساعدت على بداية زراعة هذه الشجرة في المنطقة خلال الفترات الأخيرة.

وبدأ الدكتور عبدالله بن هادي القحطاني تجربة زراعة الزيتون في منطقة عسير قبل 30 عاما، ليصبح أول من ينتج طنا من الزيتون في المنطقة يتم عصرها من خلال معصرة محلية لتنتج زيتا يشهد إقبالا وطلبا كبيرين.

بداية التجربة

يقول القحطاني «بدأت فكرة زراعتي للزيتون في المنطقة منذ قرابة 30 عاما، حين كنت طالبا في الولايات المتحدة الأميركية، حيث لاحظت زراعتهم لأشجار مثمرة في الشوارع وأمام المنازل، بدلا من أشجار الزينة، وقد أعجبتني الفكرة وعدت لتطبيقها على أرض الواقع، ولمكانة شجرة الزيتون وبركتها زرعتها في منزل والدي للمرة الأولى، واصلت زراعتها بعد أن أصبح لي منزلا خاصا، والآن يحيط بمنزلي رغم شح المساحات أكثر من 150 شجرة زيتون جميعها مثمرة، بعدما كانت في البداية 16 شجرة فقط، ووصل إنتاج هذه الأشجار حاليا إلى طن من زيت الزيتون، حيث تنتج كل واحدة نحو 200 كجم من الزيتون.

بحث علمي

يضيف القحطاني «منطقة عسير أبرز المناطق القابلة لزراعة الزيتون بعد فلسطين، وعندما كنت أبحث في مكتبة جامعة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجدت بحثا يحث ويوصي بزراعة الزيتون في المنطقة لطبيعتها المناسبة، ومنذ سنوات زرع الزيتون في مناطق الجوف والشمال وغيرها، إلا أن عسير تعد أفضل لزراعة الزيتون بحكم الطبيعة وغزارة الأمطار صيفا قبل حصاد الزيتون، إضافة إلى الأجواء والتربة الخصبة البركانية».

وتابع «زراعة الزيتون ممكنة في كل المواقع بعسير سواء السراة أو تهامة، وهذه الزراعة في انتشار، هناك شخص حاليا لديه 300 شجرة زيتون، وآخر قرابة 700 شجرة، وهناك من يزرعها أمام بيته بدلا من أشجار الزينة التي لا فائدة لها، وهناك فاعل خير تبرع بآلاف شجرات الزيتون، وتم تزويد جهات مختلفة، منها محافظة النماص بكميات وهناك قرابة 2500 شجرة تزرع هناك، ولدينا خطة مع العاملين في التنمية الاجتماعية بتنومة لزراعة 1000 شجرة، وسيشكل ذلك قفزة نوعية وخطوة رائدة».

ثقافة

واصل القحطاني «لا أتعامل مع شجرة الزيتون من جانب تجاري، بل تربطني بها علاقة حب وعشق، ولرغبتي في انتشار ثقافة زراعة الزيتون في المنطقة أقمت مشتلاً خيريا أمام منزلي، يقدم هبات كثيرة لمن يرغبون في زراعة الزيتون».

وبيّن أن شجرة الزيتون إستراتيجية بالنسبة لوجودها في المنطقة، وقال «معظم الشجر الذي نزرعه حاليا دخيل ولا ينتمي لهذه البيئة، فيما شجرة الزيتون وجدت في عسير وحسب دراسات عدة منذ سنين طويلة جدا، وكانت تسمى بشجرة العتم، وثمره ينتج أفضل أنواع الزيت، لأن العتم هو الزيتون البعلي العثري الذي لا يسقى، لكن لم يكن هناك اهتمام بها لأسباب كثيرة».

بترول

يؤكد القحطاني «شجرة الزيتون ستضيف بزراعتها في المنطقة ثروة اقتصادية كبيرة وتحقق مردودا ماليا ضخما، حيث تتميز بعمرها المديد، وبأن محصولها يمكن تخزينه، كما أن شجرة الزيتون الواحدة تنتج من 50 إلى 150 كجم سنويا، لذا تعتمد عليها بعض الدول مثل إسبانيا، رغم أن لدينا مساحات أكبر وبيئة تعد الأفضل عالميا».

وتابع «الشركات العالمية تعمل هناك وأثبتت أن عملها في قطاع الزيتون مربح جدا مع أنها لا تنتج غير الزيت وحب الزيتون نفسه فقط، ولكن هناك فوائد أخرى تدخل في الإنتاج، منها أوراق الزيتون التي ما تزال تنتظر براءة اختراع حول فائدتها في علاج الضغط والسكر، إضافة إلى خشب الزيتون الذي يعد من أفضل أنواع الأخشاب، وهذا المنتج فيه استدامة اقتصادية وصحية ويوفر فرص عمل من خلال احتياجه إلى كوادر بشرية للعمل فيه.. وأنا أؤكد أن بترول منطقة عسير القادم هو الزيتون».

غابة

قال القحطاني «هناك فكرة لزراعة غابة زيتون في عسير، ستنجح لو تم البدء أو العمل فيها، وستصبح مزارا ومقصدا سياحيا على مدار العام، وستكون المنتجع الزراعي الأول في المملكة، وتتلخص الفكرة في توفير موقع معين تتم فيه زراعة 10 آلاف شجرة، ويكون عبارة عن حديقة مسورة تشمل كافة الخدمات المختلفة، وتميزها بهذا الشكل سيجعل منها معلما من معالم المنطقة، على أن يكون هناك ممشى وأماكن جلوس ودورات مياه وكافيهات وغيرها من الخدمات المتنوعة الأخرى».

كما أكد أنه سبق وتقدم بعدة مبادرات ومقترحات سواء لجامعة الملك خالد أو لإمارة عسير لتتم زراعة أشجار الزيتون في الشوارع بدلا من أشجار الزينة، خاصة في الشوارع الواسعة مثل طريق الملك عبدالله وطريق الأمير سلطان وغيرها.

مزايا تحققها عسير من زراعة الزيتون

مردود اقتصادي كبير

تنتج الشجرة الواحدة من 50 إلى 150 كجم

توفر فرص عمل لحاجتها لعمال في الجني والعصر وغيرها