فيما أثار فيلم الجوكر جدلا واسعا بين المؤيدين الذي اعتبروه عملا هادفا ويحمل رسائل مهمة، إتهم المعارضون الفيلم بالعنف الشديد والمشاهد المظلمة التي تجلب الاكتئاب والأمراض النفسية والعقلية ودعا البعض إلى حظر الفيلم. حقق فيلم الجوكر رقما قياسيا منذ طرحه في دور العرض السينمائية نهاية الأسبوع الماضي، حيث حصد في الولايات المتحدة وحدها 40 مليون دولار، يوم الجمعة الماضي، أي أكبر رقم يحققه فيلم في افتتاحية عرضه بشهر أكتوبر. وتم عرض الجوكر للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 31 أغسطس 2019، حيث فاز بجائزة الأسد الذهبي، وهي أعلى جائزة في المهرجان. وتم إصداره في الولايات المتحدة والسينما السعودية 4 أكتوبر 2019.

جدل واسع

ولكن لم ترد حتى الآن أي تقارير عن وقوع أعمال عنف خلال العروض، بينما انتشرت الشرطة في جميع أنحاء الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى وعززت الأمن في المسارح ودور السينما وسجلت بعض الحوادث المعزولة، رغم أنها لم تصل إلى درجة خطيرة من بينها إلغاء العرض في هونتينجتون بيتش، بولاية كاليفورنيا، مساء الخميس، بعد تلقيها تهديدا، وفقا لما ذكرته الشرطة المحلية تم استأنفت العروض الجمعة. كما قامت شرطة مدينة نيويورك باصطحاب عدد من المشاهدين خارج قاعة العرض، بعد أن أثاروا مخاوف الحاضرين بسبب الهتاف والتصفيق في كل مرة يقوم فيها بطل الفيلم «الجوكر» بقتل شخص ما.

نقاد الفيلم

منح الكاتب والناقد الأميركي، ماثيو روزسا، تقييم 2.5/4 للفيلم، وقال، إن الـ»جوكر عمل فني خطير في الأيدي الخطأ»، وأضاف: «ما يحصل في الفيلم يمكن أن يؤدي ويشجع على ارتكاب أعمال عنف، ويمكن أن يؤثر على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية». واعتبر الكاتب ريتشارد برادي أن الجوكر فيلم مليء بالسخرية ويمكن أن تخرج منه خاوي الوفاض بعد مشاهدة.

معجبون بالجوكر

روى مشاهدو الفيلم بتويتر أنهم انسحبوا من العرض بسبب المشاهد المظلمة في الفيلم والعنف الشديد الذي بث الرعب في قلوبهم. في المقابل، وجد عدد آخر من المشاهدين أن الجوكر فيلم جريء ورسالته واضحة، كما أنه يعالج مسألة أصبحت مقلقة في مجتمعاتنا، ألا وهما القلق والاكتئاب، اللذان يسيطران على عدد كبير من سكان العالم.

وفي هذا الصدد، ذكر الصحفي الأميركي المتخصص في الأفلام كريس واسر أن الجوكر قطعة فنية مظلمة من حيث القصة التي يعالجها، لكنه مدهش من حيث الرسالة المراد إيصالها. وأضاف أن بطل الفيلم خواكين فينكس أدى دوره بشكل بارز، حيث نجح في تشخيص شخصية الممثل الذي يأس وفقد الأمل، ليختار مسارا جديدا لحياته، هذا وعبرت الناقدة آنل إلينجسون عن إعجابها بالفيلم، قائلة، إن الجوكر تجربة ممتعة وجديرة بالمشاهدة، إذ يجمع بين السخرية والجدية في معالجة قضية أخلاقية تهم كل مجتمعاتنا.

عبارة شهيرة

«لم هذه الجدية» عبارة اكتسبت شهرتها عام 2008، واعتاد العالم تداولها للإشارة لشخصية الجوكر من فيلم «فارس الظلام».

لكن بعد 11 عاما من أشهر تجسيد لعدو باتمان اللدود، قد نعتاد على عبارات جديدة للمهرج بعد النجاح الكاسح الذي يشهده فيلم الجوكر من بطولة واكين فينيكس.