قد يستغرب البعض العنوان، ولكن الحقيقة تفرض نفسها، فوظيفة المرشد الطلابي لا تخفى على الجميع، فهو من الأعمدة الأساسية في العملية التربوية والتعليمية. وما دعاني لكتابة هذه المقالة هو التنمر الذي يحدث غالبا في المدارس، خصوصا ما حدث مؤخرا من شجار في إحدى المدارس الابتدائية في الرياض، وآخر بثانوية في الدمام، حيث كانت نتائجه للأسف صادمة ومؤلمة للمجتمع، وذلك بوفاة أحد الطلاب خنقا، وإصابة الآخر طعنا على يد زملائهما. لن أسترسل في الحديث عن أهمية وجود المراقبين والإداريين أثناء تجمع الطلاب في أوقات فراغهم، وليس لدينا شك في أن مسؤولية إدارة المدرسة عن مثل هذه الحوادث مسؤولية عظيمة، لأنهم أمانة -مؤقتة- عند ذهابهم من البيت إلى المدرسة. التنمر شكل من أشكال العنف، وظاهرة عدوانية للأسف منتشرة في كل مكان، خصوصا ضد صغار السن، وهنا يأتي دور المدرسة والبيت. وبما أن الحادثة وقعت في المدرسة فحديثي هنا عن المرشد الطلابي ودوره الحيوي في احتواء ما قد يتعرض له الطلاب من مشكلات، لأنه تخصصه وصميم عمله. هنا لا أعمم، فبعض المرشدين قائم بدوره على الوجه المطلوب ونأمل منه مزيدا، ولكن أتحدث عن البعض الآخر الذين لا يبادرون، وليس لهم دور فاعل في المدرسة، عن أولئك القابعين في مكاتبهم وكأنهم في عالم آخر!!

لا بد من تفعيل دور الإرشاد الطلابي بكل الوسائل، كأن يجتمع المرشد بكل طالب على حدة، بشكل دوري بتخصيص عدد معين من الطلاب كل يوم يناقش همومهم وما يعانون من مشكلات، وما يعترضهم من معوقات، وإيصال أصواتهم للإدارة ولأولياء أمورهم، للبحث عن الحلول واتخاذ الإجراءات المناسبة. وما المانع من أن يخالط الطلاب في أوقات فراغهم وتجمعاتهم وفي الفسح، يتابعهم ويسجل ملاحظاته، فلربما أحدهم يعاني فيحتوي معاناته قبل تضخمها، ومن يدري فربما مثل هذه الشجارات والخلافات بينهم هي نتيجة لتراكمات سابقة لم تقطع جذورها مبكرا.

الطالب غالبا -وهنا أتحدث عن كلا الجنسين- خصوصا في المرحلة الابتدائية، يتملكه الخوف فلا يستطيع إظهار مشاعره وإخبار المعلمين وإدارة المدرسة أو المرشد، وهنا يأتي دوره المهم ولا ننسى كذلك دور الأسرة في المنزل والتي يجب عليها أن تبادر في سؤال أولادهم عما يواجههم من مشكلات في حياتهم وفي المدرسة على وجه التحديد، وهناك علامات ظاهرة تدل على أن الطفل يواجه مشكلة ما، أو يمارس عليه نوع من التنمر، مثل كثرة السرحان، وقضم الأظافر، والبكاء ليلا، والخوف وعدم الرغبة في النوم.