من الأمثلة على المدن جزيرة جرينلاند التي استطاعت أن تسوق لنفسها «كبراند» في سنوات قليلة جدا، وتعد أكبر جزيرة في العالم بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، وتبعد بأقل من 1600 كيلومتر عن القطب الشمالي، حيث أصبحت منطقة استرخاء لـ«بيل جيتس» مؤسس شركة مايكروسوفت، وقرأت قبل أيام أن «ترمب» يسعى إلى شراء هذه الجزيرة.
اليوم المدن العالمية تتنافس على صناعة العلامة التجارية «البراند»، لقناعتهم بأن تسويق المدن هو العمود الفقري لاقتصادات الدول. وعليه أقترح بأن يكون في كل إمارة من إمارات المدن السعودية قسم خاص بتسويق المدن كعلامة تجارية، يسعى إلى وضع إستراتيجية شاملة في التسويق والترويج لمنتجات المدينة، ويقوم بحملات تسويقية وخطط بعيدة المدى وقياس مستمر، خاصة أننا نتحدث عن جوانب متعددة للمدن السعودية، فما تروجه عن مكة والمدينة كوجهة دينية حتما سيختلف عن تسويق مدينة الطائف كمصيف سياحي، أو الجبيل وينبع كمدن صناعية. من الأهمية بمكان الترويج والتسويق كوحدات منفصلة حتى لا يحدث تشويش في الرسائل الاتصالية. فعندما نتحدث عن باريس، الانطباع الذهني السريع عنها هو الموضة، وعندما نذكر نيويورك الصورة الذهنية هي مركز المال، وهذا لم يأت إلا بعد إستراتيجيات وحصر نقاط التميز والضعف، وجهود من الحملات الدعائية والإعلانية والاتصال التسويقي.
هنا أتساءل تسويقيا عن مدينة الرياض كونها عاصمة المملكة، هل هي عاصمة ثقافية، أم أنها عاصمة اقتصادية؟ ما علامتها التجارية؟ ماذا يتبادر إلى ذهن السائح عندما يذكر مدينة الرياض؟
من ناحية أخرى، اليوم وفي الظل السماح للسياح الأجانب بزيارة المملكة يجب علينا التركيز على فن التسويق وجعله ثقافة، وكما يقال من الناس وإلى الناس «peple to peple»، من هنا يتحتم علينا النظر إلى أهمية إنشاء قسم مستقل لتسويق المدن في إمارات المناطق، فهي باتت ضرورة قصوى