طالب مختصان في حماية البيئة بوضع آلية ناجحة لاستزراع أشجار المانجروف «القرم» على شواطئ الخليج العربي، بدلا من الآلية الحالية، إذ وصفا جميع التجارب السابقة للاستزراع بالفاشلة، ولم ينجح منها سوى تجربتين في رأس أبوعلي، ورأس تنورة، مشيرين إلى أن السبب الرئيسي لفشل الاستزراع هو عدم المتابعة والاهتمام بعد الزراعة.

مواطن طبيعية

ذكرت أستاذ جغرافية الأحياء وحماية البيئة المشارك بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، الدكتورة هنادي العرقوبي لـ«الوطن»، أن سواحل الخليج العربي تمتلك مواطن بيئية طبيعية، توافرت فيها المقومات اللازمة لنمو وتكاثر أشجار المانجروف Avicennia marina المعروفة محليا بالقرم، إلا أن هذه الأنظمة الطبيعية تعرضت لضغوط المناشط البشرية، تزامنا مع النمو الاقتصادي والصناعي والعمراني الذي شهدته المملكة، فظهرت معها عمليات بشرية افتقرت إلى التخطيط البيئي، أحدثت خللا في البيئة الطبيعية الساحلية، كعمليات الردم الساحلي المتتالية وما صاحبه من جرف واقتلاع المانجروف، ورمي مخلفات البناء، وتلوث الخليج بالصرف الصحي والزراعي، وبالأنشطة النفطية، مما أدى إلى تناقص مساحتها وتعرضها للانقراض.

ممتهنو الصيد

أضافت العرقوبي: حدث تناقص كبير في مساحة مجتمع المانجروف في جزيرة تَارُوت بنحو 69 %، بين عامي 1973 و2014، أدى ذلك إلى ظهور مشكلات بيئية، أهمها: نفوق الأسماك المتكرر، وفقد الكائنات البحرية والبرمائية والطيور الموطن الطبيعي لعيشها وتكاثرها، والذي انعكس بدوره على الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان المنطقة، خاصة ممتهني الصيد البحري. ولإعادة الدور البيئي المهم لهذه النباتات جرى كثير من عمليات استزراع المانجروف في الساحل الشرقي، كسواحل تَارُوت وأبُوعَلي ورأس تَنُورة، بعضها نجح وبعضها لم ينجح.

دراسات مستفيضة

لضمان نجاح إعادة تأهيل المانجروف في المنطقة، قالت العرقوبي: لا بد من إجراء دراسات متأنية مستفيضة، وتقنيات معينة خلال الاستزراع، مع أهمية استخدام برامج نظم المعلومات الجغرافية GIS، لتحديد أفضل المواقع من ناحية نوعية وعمق التربة المتأثرة بالمد والجزر، والبعيدة عن الأمواج المرتفعة والتيارات المائية العنيفة، مع العلم بأن استزراعها قد يكون غير مكلف ماديا، إلا أن له مردودا إيجابيا على البيئة الطبيعية للساحل والمجتمع.

خطة متكاملة

أوضح الناشط البيئي، الرئيس السابق للجنة الزراعة بغرفة الشرقية، نائب رئيس جمعية الصيادين بالغرفة جعفر الصفواني لـ«الوطن»، أن أسلوب الاستزراع الحالي غير مفيد، ولا بد من وضع خطة متكاملة تشرف عليها جهات حكومية لنجاح الاستزراع، وبيّن الصفواني أن هنالك 4 طرق يجب اتباعها قبل الاستزراع، وهي: «اختيار المكان المناسب الذي تتوافر فيه جميع عناصر إنبات شجرة القرم، ووضع دراسة علمية لعملية المد والجزر كي لا تؤثر على شجرة القرم من التيارات المائية حتى لا تتسبب في اقتلاعها، كذلك أخذ الحيطة والحذر من الحشائش البحرية خلال المد والجزر، كي لا يتم كسر أشجار القرم، إضافة إلى الاستفادة من تجارب الجهات الحكومية السابقة، مثل هيئة الأرصاد وحماية البيئة، وهيئة الحياة الفطرية، ووزارة الزراعة (الثروة السمكية)».

وتعد شجرة المانجروف أو القُرم دائمة الخضرة، تنمو في مناطق بين المدِّ والجزر على السواحل البحرية، ويراوح طولها بين متر إلى 5 أمتار.

وهي تمثل رحما لتوالد كثير من الكائنات البحرية، إذ تمثل هذه الكائنات بدورها حلقة من حلقات الدورة الحيوية في الشواطئ، وسلة غذائية متنوعة للأسماك والطيور، ومحمية بيئية ذات أهمية قصوى.

طرق مناسبة للزراعة

- اختيار مكان مناسب

- وضع دراسة لعملية المد والجزر

- الحذر من تأثير الحشائش البحرية

- استخدام المعلومات الجغرافية لتحديد أفضل المواقع

أهمية أشجار المانجروف

01 تكاثر الروبيان

02 سلة غذاء للأسماك

03 تقاوم التلوث

04 تسهم في زيادة الأكسجين بالشواطئ

05 تساعد في تقليل ما يُعرف بظاهرة تسخُّن المناخ