يوما ما، قد تكون الأمين العام والرئيس الفخري لجمعية مفكري الحارة، فأرجو منك نقل الحكمة التي تقول: «فكّر قبل أن تتكلم أو تتصرف»، فإن هناك كثيرا من الناس لا يفكرون!. خذ مثلا، كنتُ في رحلة بالطائرة، وكانت متجهةً من جدة إلى الدمام، فعندما دخلتُ الطائرة مبكرا، وكانت هادئة تماما وشبه فارغة، وإذا بأحد معارفي جلس إلى جانبي فسلّم، وابتسم وفجأة قال: «ناصر، وين رايح؟!». «بالله عليكم ما هذا السؤال؟!» ليت السؤال كان مثلا في قاعة المطار، لكن تخيّل معي أن السؤال جاء داخل الطائرة المتجهة إلى الدمام!. إنّ هذا الشخص مثال مناسب جدا لمن يتكلم قبل أن يفكر. تُرى كم رأينا هذا المثال البسيط جليّا في حياتنا، وبصور مختلفة عند كثير ممن يتصرف أو يتكلم دون أن يفكر؟! وجدت هذه العلّة أيضا في قديم التاريخ، فهناك قصة كلما أقرؤها تنتهي بي إلى الضحك الشديد، تقول القصة: شاهد أحد الولاة حمارا مربوطا إلى حجر رحى، يدور بها لتطحن الحَبّ، وانتبه أن هناك جرسا مربوطا في رقبة الحمار، فأحضر صاحبَ الحمارِ كي يسأله عن أمر هذا الجرس، فأجاب الرجل: «قد أكون بعيدا عن الحمار وقت عمله، فإذا لم أسمع الجرس علمت أنه توقف عن الدوران والعمل»، فقال الوالي: «حسنا، وماذا لو توقف الحمار، وبدأ يحرك رأسه بدل الدوران؟»، فرد الرجل: «أكرمك الله يا سيدي، فلو خطرت هذه الفكرة في باله فلن يكون حمارا، بل سيكون والي المدينة!». إنّ السؤال من حق أي إنسان، ولكن قبل أن تسأل: فكّر!. فكّر مرةً قبل أن تعطي، وفكّر مرتين قبل أن تقبل، وألف مرةٍ قبل أن تسأل. فدعونا دوما نفكر قبل أن نتصرف أو نسأل، حتى لا نقعَ فيما وقع فيه والي المدينة.