ربما أن الفرق السعودية تعد الأكثر إقالة للمدربين، بل إن الأمر أصبح ظاهرة اعتدنا عليها منذ عقود خلت، وبات الجهاز الفني الحلقة الأضعف في دائرة الإشكالات، وبالتالي يأتي قرار التسريح كحل مُسكن عندما يزداد لهيب المشاكل، وتصبح الإدارة بين مطرقة حنق الجماهير وسنديان سطوة الإعلام الموالي عندما تختنق الظروف.

صحيح أن هناك مدربين تلمس من خلال تصرفاتهم أنهم يبحثون عن الشرط الجزائي، طرحي السابق مجرد إرهاصات للتذكير والأمثلة كثيرة، والأكيد أن القرار الذي يكبح جماح مثل تلك التصرفات مطلب لإعادة توازن الفريق، وربما أن الجهاز الفني قد لا يكون سببا في تواري العطاء، وما يحدث قد تتحمله الإدارة، ولهذا فإن الوقوف على الأسباب وكشفها على أرض الواقع مطلب لكي لا يهرب طرف من القضية، لأن الأهم مصلحة النادي.

اللافت خلال الجوالات السبع الماضية تناثر الإقالات في وقت يتعين أن تكون الأندية أكثر استقرارا وكان آخر الضحايا مدرب الاتحاد التشيلي (سييرا) الذي قضى أياما خوالي مع عشاق العميد، بل إنه في وقت أصبح المنقذ في نظرهم وفجأة تحول لمدرب هامشي وجاءت الخسارة من الوحدة كآخر مسمار في نعش المدرب، وأخشى على الاتحاديين العودة للدهاليز المظلمة التي خرج منها الموسم الماضي بالكاد، وإذا ما استمرت الإشكالات فإن الخطر المحدق ربما يلقي بظلاله على مستقبل الفريق، وقد تكون الإدارة الضحية الثانية في وقت أصبح التنظيم الإداري داخل الأندية أكثر احترافية، وبالتالي يتعين أن تكون آلية العمل بعيدة عن العشوائية وتتلاشى الاجتهادات والقرارات غير المدروسة.

الغريب أن هناك أندية كالفيصلي والتعاون والحزم والفيحاء تعيش استقرارا وهدوءا يستحق التوقف عنده، ويفوق العمل في أندية كبيرة تقف في الناصية، وبالتالي فإن تلك التجربة الناجعة التي حققتها العديد من الأندية، وتحديدا الفيصلي والتعاون، يفترض أن يستفاد منها لتبقى نبراسا يحتذى به لكي نوقف سيل هدر الأموال من جراء إقالة المدربين وجلب آخرين، وبهذا الصدد نثني على الاحترافية التي تتجسد داخل البيت الهلالي بقيادة الشاب فهد بن نافل، وكان النتاج تصدر الفريق محليا والتأهل للنهائي الآسيوي، وفي مثل هذه الظروف يتعين الوقوف ودعم الهلال من جميع الأصعدة، لأنه يحمل لواء الكرة السعودية لإعادة المجد الآسيوي الغائب.