حينما أجد مريضا يتألم وبجواره طبيب مختص ولكنه يتفرج عليه وهو قادر على علاجه، فهذا جزماً محرّم ومجرّم.

وهكذا حينما أجد أي واقعة وبجوارها من لديه القدرة على الوقاية منها قبل وقوعها أو على الأقل لديه القدرة على معالجتها بعد حصولها.

ومن ذلك «علماء الشريعة»، حينما نرى بعضهم منذ سنوات يعاصرون الأحداث الجسام الواقعة على وطننا السعودي وأمتنا العربية وعالمنا الإسلامي، وهم إما مؤيدون للحزبيات المؤدلجة كالإخونجية في مصر إبان مرسي وفي تركيا منذ إردوغان، أو صامتون لا يبادرون بفتوى ودعوة وإرشاد عبر تلفزيون أو إذاعة أو صحيفة أو حتى تغريدة بتويتر، مما يعني أنهم بين احتمالين أحلاهما مر، فإن أحسنا الظن بهم فنقول مقصرين ولا يليق بهم هذا المكان وهم كذلك، وإن لم نحسن بهم الظن وفق معطيات تاريخية فنقول إنهم يؤيدون العكس ولكنهم عاجزون عن التعبير عنه، لخوفهم فصمتوا، مما يعني تأييد ما هو ضد مصلحة البلاد والعباد.

ولأنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فلو أخذنا على سبيل المثال فترة زمنية للدراسة، ولتكن من 2010 حتى 2020، ونرى ماذا قدم هؤلاء العلماء من دور لمصلحة الأمن الوطني الشامل، لا سيما السياسي والفكري.

وبعدها ينبغي على صاحب القرار أن يعيد النظر لتمكين من يدعم الرؤية ومصلحة الوطن، لا من يضع العصي في الدواليب أو يقف في صف الخذلان.