افترش آلاف اللبنانيين الشوارع، أمس، وهم يلوحون بالأعلام ويرددون شعارات «سلمية سلمية» ردا على محاولة وحدات من الجيش تنفيذ أوامر بفتح الطرق المغلقة في اليوم السابع من حراك شعبي غير مسبوق يطالب برحيل الطبقة السياسية.

ووقعت توترات واعتداءات في منطقة النبطية جنوب لبنان، حيث عمد عناصر من البلدية إلى الاعتداء على المتظاهرين، دون تدخل الجيش اللبناني، وأظهرت فيديوهات متداولة قيام عناصر بلدية بتفكيك حواجز كان المتظاهرون قد وضعوها، بينما أفاد ناشطون في النبطية بوقوع 25 جريحا في مواجهات مع أفراد البلدية.

الحكومة عاجزة

وبدت الحكومة، التي أقرّت رزمة إصلاحات «جذرية» غير مسبوقة، عاجزة عن احتواء غضب الشارع المتصاعد، بينما أفادت وسائل إعلام محلية عن نقاش رسمي في الكواليس حول إمكانية إجراء تعديل وزاري يرضي الشارع، ويضمن عدم استقالة الحكومة في ظل ظرف مالي واقتصادي وسياسي دقيق للغاية.

انتشار الجيش

ونفذ الجيش اللبناني، أمس، انتشارا غير مسبوق منذ انطلاق الحراك الشعبي ضد الطبقة السياسية، لفتح الطرق الرئيسية في مختلف المناطق بالقوة، تنفيذا لما وصفه مصدر عسكري بـ»قرار لفتح الطرق العامة وتسهيل تنقل المواطنين».

ووقع اشتباك بالأيادي بين متظاهرين والجيش في عدد من المناطق منها صيدا جنوب لبنان، ومنطقة الزوق «كسروان»، حيث حصلت حالة كر وفر بين المتظاهرين والجيش الذي عمل على إزالة الخيم الموضوعة في الطريق.

واصطدمت محاولاته هذه شمالي بيروت برفض مطلق من المتظاهرين الذين افترشوا الطرق ورددوا النشيد الوطني اللبناني، وتضاعفت أعدادهم تدريجيا، وسط حالة تدافع بين المتظاهرين والعسكريين لم تدم طويلا.

سلمية سلمية

وهتف المتظاهرون «سلمية سلمية» موجهين التحية لجنود الجيش بعد ما التصقت أجسادهم ببعضهم البعض، ورددوا النشيد الوطني، بينما بدا جنود عاجزين إزاء هذا المشهد وذرف بعضهم الدموع تأثرا.

وعقد المتظاهرون من نساء ورجال وأطفال حلقات رقص ودبكة مرددين شعار «ثورة ثورة»، وقدموا الورود لعناصر الجيش، مؤكدين أنهم يقفون معهم في «خندق» واحد.

وأكد رئيس الحكومة سعد الحريري في بيان «ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار والحرص على فتح الطرق وتأمين انتقال المواطنين بين كافة المناطق».

ودعا النائب وزعيم حزب الكتائب، سامي الجميل، في تغريدة على تويتر «جميع اللبنانيين من أصدقاء ومناصرين للتوجه نحو نقاط التجمع الأساسية للوقوف بوجه ما سماه عمليات القمع».

انعدام الثقة

وفي موقف لافت، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي، لعقد اجتماع استثنائي لمجلس البطاركة والأساقفة في لبنان، «السلطة لاتخاذ خطوات جدية وشجاعة لإخراج البلاد مما هي فيه»، وطالبت الرئيس اللبناني ميشال عون بـ»بدء مشاورات مع القادة السياسيين ورؤساء الطوائف لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن مطالب الشعب».

وفي خطوة نادرة في لبنان، ادعى القضاء اللبناني، أمس، على رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي وابنه وشقيقه وعلى بنك عودة بتهمة «الإثراء غير المشروع»، في تدبير يأتي بعد تعهد الحكومة في خطتها الإصلاحية بمحاربة الفساد ووضع قانون لاستعادة الأموال المنهوبة.

تطورات المشهد اللبناني في اليوم السابع

- افترش آلاف اللبنانيين الشوارع وهم يلوحون بالأعلام

- حاولت وحدات من الجيش تنفيذ أوامر بفتح الطرق المغلقة

- المتظاهرون يهتفون سلمية سلمية أمام جنود الجيش

- القضاء اللبناني ادعى على رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي

- تسريبات عن إمكانية إجراء تعديل وزاري لإرضاء الشارع