عندما أعلن الرئيس دونالد ترمب عن انسحاب القوات الأميركية من شمالي سورية الأسبوع الماضي، مغردا «الحرب غير المنتهية يجب أن تنتهي!»، بدا وكأن أبواب الجحيم تفتحت، إذ أعطى ترمب فعليا الضوء الأخضر للغزو التركي للأراضي التي يحكمها الأكراد السوريون، الحلفاء الذين ضحوا بآلاف أعضائهم، من أجل إخضاع الجماعة وحاليا يحتجزون آلاف السجناء الداعشيين.

ظهور التنظيم

يقول موقع brookings في تقرير تحليلي بعنوان «هل انولدت داعش مرة أخرى، بأن إزالة قوات سورية الديمقراطية قد تؤدي إلى عودة داعش إلى أيام مجدها واسترجاع الخلافة، إذ حذر عضو مجلس الشيوخ، ليندسي جراهام الذي يكون عادة حليفا لترمب، قائلا «ظهور داعش مرة أخرى قادم.

وإذا اعتقدت بأن أوروبا هي الوحيدة المعرضة للخطر، فأنت للأسف مخطئ»، كما أن مسؤولي الاستخبارات بحذر أكثر يشاركون نفس الرأي.

ردع تركيا

ويرى الكاتب دانيال بيمان أن تواجد قوات أميركية صغيرة كان يساعد قوات سورية الديمقراطية في محاربة داعش جزئيا، عن طريق ردع تركيا والنظام السوري من الاستحواذ على الأراضي التي تحكمها قوات سورية الديموقراطية، مما مكّن هذه القوات على التركيز على المتطرفين.

وبالرغم من من ادعاءات ترمب «هزمنا داعش 100%»، وبالفعل خسرت داعش تقريبا جميع أراضيها، التي كانت تحكمها، إلا أن الجماعة في الواقع عادت جذورها المتمردة، «خسروا ولكنهم لم يخرجوا» هو الوصف الأفضل من الخبراء.

مخاوف مبررة

الأحداث على الأرض تبدو مبررة لهذه المخاوف، يقول الأكراد إن مئات السجناء الداعشيين قد هربوا بالفعل وسط الفوضى التي صاحبت الغزو التركي، بالرغم من أنه ليس من الواضح كم عدد هؤلاء الذين هم أعضاء أسرة المقاتلين، وكم عدد الأفراد الخطرين بالفعل، لأن انسحاب الولايات المتحدة حدث بدون أي تخطيط ولا تنسيق.

خطر مميت

ويقول بيمان إنه قريبا ستحظى داعش بدفعة تعزيزية، حيث إن عدوتها رقم 1 في سورية، قوات سورية الديموقراطية، تواجه خطرا مميتا، الخطر الذي تشكله تركيا سيجبر قوات سورية الديموقراطية على تركيز طاقاتها ضد أنقرة، خصوصا في وضعها المستنزف.

أنقرة تغلق حدها

ويقول الكاتب: إن تركيا تحملت في الماضي تدفقات المتشددين إلى سورية، متمنيا من أن تواجدهم سيضعف نظام الأسد، ولكن في 2015 بعد ضغط الولايات المتحدة وموجة من الهجمات الإرهابية في تركيا نفسها، بدأت أنقرة تغلق حدودها، وكثفت جهودها ضد داعشن ولكن لا يزال هنالك حضور داعشي ضخم في تركيا نفسها.

الجماعة الإرهابية

مع ذلك، في حين أن انسحاب القوات الأميركية يساعد داعش بوضوح، إلا أنه لا يزال من البعيد إذا ما كانت الجماعة الإرهابية ستعود إلى أيام مجدها مرة أخرى في 2014 – 2015.

مكافحة الإرهاب

من الصعب الشعور بشعور جيد، حيال وضع مكافحة الإرهاب الأميركية في أيدي سورية وروسيا، ولكنهما أيضا أعداء لداعش، بالرغم من أن نظام الأسد تحمل الجماعة عند ظهورها واستخدمها في حملاتها الإعلامية لحشد الرأي العالمي والمحلي وراء النظام، إلا أن الجيش السوري قد حارب داعش بشكل منتظم أيضا، فيما تواجه روسيا مشكلة جهادية ضخمة في القوقاز.

ضرب داعش

ويقول الكاتب بما أن النظام السوري يمتلك اليد العليا حاليا، فإنه يرجح أن يركز على داعش، إذ كانت الحكومة العراقية في 2014، أكثر وحشية وعنصرية تجاه المجتمع السني، مما أعطى داعش أرضا خصبة للتجنيد، ولكن حاليا النظام العراقي أقل عنصرية ولديه حضور أقوى بكثير.

وبالرغم من أن الولايات المتحدة تنسحب حاليا من سورية، إلا أنه لا تزال لديها قوات في العراق، ومن هناك تستطيع ضرب قواعد داعش في سورية، كما بإمكان أميركا أيضا ضرب داعش بشكل مباشر، باستخدام الطائرات بدون طيار أو الغارات عن طريق قوات خاصة، ولا تسمح لها بتأسيس مخيمات تدريب كبيرة أو أي بنية تحتية أخرى.

ازدراء الحلفاء

ويرى الكاتب دانيال بيمان أن الخطر الأكبر على الصراع ضد داعش والأمن القومي الأميركي بشكل عام هو خطر بعيد المدى، فانهيار مصداقية الولايات المتحدة مع الحلفاء يعتبر مشكلة تتجاوز حتى سورية، حيث إن إدارة ترمب تنتقد أستراليا وكوريا الجنوبية وفرنسا وشركاء آخرين قدماء لأميركا، في حين تدلل الأعداء والمنافسين مثل كوريا الشمالية وروسيا، والتخلي عن الأكرد دون سابق إنذار، هو أحد أعراض ازدراء إدارة ترمب للحليف، حتى هؤلاء الذين يقاتلون ويموتون من أجل إبقاء أميركا آمنة.

ما هي احتمالات ميلاد داعش مرة أخرى

- القضاء على قوات سورية الديمقراطية قد تنعس عودة داعش

- خسرت داعش جميع أراضيها «خسروا ولكنهم لم يخرجوا»

- وضع مكافحة الإرهاب في أيدي سورية وروسيا ليس مطمئنا

- انهيار مصداقية الولايات المتحدة مع الحلفاء يعتبر مشكلة