تظل الرياض محط أنظار العالم في شتى الاتجاهات. ومناحي الحياة لا تذكر إلا بالحقائق والأرقام، وهذا شعار ولي العهد عندما يقول: «إذا أردت الحقيقة ارجع إلى الأرقام»، هذا مؤشر نجاح الدول أمام غيرها، فيما يحقق للعالم تنمية اقتصادية في زمن التحديات.

هذا ما كشفه تقرير المركز الوطني للتنافسية، والذي تضمن نتائج تقرير سهولة ممارسة الأعمال 2020 الصادر عن مجموعة البنك الدولي، إذ صنّف المملكة، الأولى عالميا، في عدد الإصلاحات المتحققة، والأكثر إحرازا للتقدم من بين 190 دولة، وما كشفته مليارات التبادل التجاري بين المملكة والدول التي شاركت في المؤتمر العالمي مبادرة مستقبل الاستثمار في دورته الثالثة 2019، والذي شارك فيه عدد من الشخصيات العالمية، وصناع القرار، وكبار المستثمرين، وأصحاب الشركات، والخبراء الدوليين، تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة.

نعم، تظل الرياض محط أنظار العالم في حراك لا يهدأ، ولقاءات جذبت الاستثمار من أصقاع الدنيا إلى المملكة، لتكمل مسيرة تحقيق الرؤية 2030، بهمّة رجل الإصلاحات الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي وَعَد فأنجزْ، ونهض بهمة عالية باقتصاد الوطن إلى ما حقق للمملكة هذه المكانة وهذه الميزة.

لقد عاشت الرياض هذا المنتدى الاستثماري بمشاركة رؤساء الدول مثل: الهند والبرازيل والأردن والنيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا وكينيا، وغيرها من الدول، التي أبرمت معها المملكة عدة اتفاقيات، وشاركت بعضها في أعمال المنتدى في تبادل للمصالح، وتحريك عجلة التنمية كل فيما يخصّه، إلا أن مستقبل الطاقة هو الآخر حظي باستفاضة معهودة عن دور المملكة القيادي في إدارة دفة الطاقة في العالم، رأيناها في دول الأوبك وشراكاتها مع بعض الدول المنتجة للبترول، لتحقيق توازن اقتصادي عالمي خدمة للإنسانية، ومراعاة للدول النامية، والدفع بالاعتدال في ميزان العرض والطلب.

ونجحت المملكة في هذا الاتجاه، ورأينا كيف أسهم وزير الطاقة -على مدى يومين- في المنتدى في لفت أنظار الحضور إلى الموقف السعودي الذي يراهن على استقرار الأسعار، وعدم الإضرار باقتصاد العالم.

وهنيئا لنا في السعودية بعقلية من لم يغب لحظة عن متابعة هذا الحراك الاقتصادي، وهو ولي العهد، الذي يُعدّ شخصية فريدة في حضوره ومشاركته، والتقائه عددا من رجالات الاقتصاد في العالم، وهو من صمَّم برامج الرؤية الاقتصادية، وهو الذي وعد الشرق الأوسط أن يكون أوروبا الجديدة. كانت أياما للمنتدى، أسهمت فيها عقليات بشرية من دول العالم.

حرص صندوق الاستثمارات العامة، بقيادة ياسر الرميان، أن تخرج الدورة الثالثة باقتصاد تواصلي لمخرجات المنتديات السابقة وتنفيذ عقودها، لنصل إلى ما يحقق تنمية الشعوب التي هي ركيزة الحياة، في عالم يلهث فيه الاقتصاد لينقل شعوب العالم إلى تنمية مستدامة، بأفكار وعقليات السعوديين ونظرائهم في العالم، وهذا ما نلتقي لتحقيقه، ونلتقي بإذن الله في النسخة الرابعة.