ربما أن الحدث الأهم الذي لا يفارق هاجس الشارع الرياضي هذه الأيام المواجهة النهائية التي تجمع الهلال السعودي وأوراوا الياباني على النهائي الآسيوي، ويعد «كلاكيت ثاني» بعد المواجهة التي جمعت الفريقين قبل موسمين وكسبها ممثل اليابان بهدف الغفلة. لقاء السبت المقبل مختلف في كل شيء وتحديدا للهلال المدجج بالنجوم الأجنبية التي لم يسبق وأن مثلت الفريق بحجمها الفني، وتحديداً المثلث «الفرنسي، البيروفي، الإيطالي» القادر على صنع الفارق متى ما كانوا في حضورهم الذهني والأدائي، أيضاً المدافع الكوري هو الآخر قيمة فنية عالية أضافت للفريق الشيء الكثير، ولا شك أن الارتقاء «الفني» للهلال يعطي مساحة كبيرة من التفاؤل، خاصة وأن هناك أكثر من اسم محلي في الفريق خاض معتركين آسيويين خلال السنوات الـ4 الماضية، وبالتالي فإن المجموعة الزرقاء متشبعة بالخبرة والتجربة في مثل تلك النزالات التي تحتاج إلى رباطة جأش وتعامل حكيم على الصعيد التكتيكي في كيفية خوض الذهاب ومعركة الإياب. الهلال الحالي يمتلك أسلحة مختلفة والدعم يحيطه من جميع الجوانب، ولا شك أن ما قدمه ولي العهد الأمير الملهم محمد بن سلمان للرياضة والشباب أسهم في رفع مؤشر التنافس الداخلي وتعزيز العطاء على الصعيد الخارجي، بدليل أن 4 فرق سعودية ولأول مرة وصلت إلى محطات متقدمة من السباق على صعيد القارة الأكبر، وانتهى المشوار ببقاء الهلال طرفا في النهائي كأمر حتمي في مثل تلك الظروف التي لا يمكن أن تكون النهاية لفريقين من غرب القارة. أعود إلى وضعية الهلال قبل النزال فكل المكتسبات بحوزته، لكن يبقى العمل الإداري مطلبا في مثل تلك الظروف، لأن الجوانب الفنية ورغبة اللاعبين مهما كان علو شأنهما فإن التجهيز الإداري يعد رأس الحربة، في مثل تلك الظروف الخانقة التي لا تحتمل فيها الأخطاء أو التصعيد، أعيد القول بأن النهائي الآسيوي لعبه إدارية قبل أن تكون فنية، فهل يحسمها الهلال ذهاباً قبل المغادرة لليابان، لأن المواجهة الأولى الفيصل في المقارعات الثنائية، ولا شك في أن من يحسن كتابة السطر الأول بشكل جميل سيكون حتماً رائعاً في بقية القصة حتى النهاية. وأخيراً الأمل يحدونا أن تعود البطولة الآسيوية سعودية، ولو قدر وأن حققها الهلال يفترض أن تسمى «كأس الأمير محمد بن سلمان الآسيوية»، عطفاً على الدعم الذي قدمه للأندية بشكل عام، والهلال حظي بالقصعة الأكبر مع الأربعة الكبار.