تعكس رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لاتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي حرص القيادة السعودية على اليمن ومكتسباته ووحدته وسيادته، فيما أثبتت المملكة بدورها الإقليمي أنها صانعة السلام وضامنة الاستقرار في المنطقة.

ظلت تؤكد المملكة يوما بعد يوم أنها رمانة التوازن في المنطقة والعالم، من خلال مبادراتها المتعددة لرأب الصدع وحلها للعديد من الخلافات التي تشهدها المنطقة ورعايتها لعشرات الاتفاقيات والمصالحات التي ساهمت بإحلال السلام وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، وآخرها اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

دعائم السلم والأمن

رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لهذا الاتفاق عكست بشكل جلي حرص المملكة على تثبيت دعائم السلم والأمن وتوحيد الصف اليمني واحترام مطالب كافة المكونات من خلال الحوار والعمل السياسي، واستتباب الأمن وتحقيق النمو الاقتصادي، من خلال جمع وفدي الحكومة والانتقالي وتوقيعهم على اتفاق الرياض بحضور الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لتأكيد الضمانة الحقيقية لتنفيذ مضامين البنود المتفق عليها.

مشاركة أبوظبي

جاء اتفاق الرياض بهذا الزخم والنجاح بمشاركة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ليفند شائعات المرجفين ويؤكد تماسك التحالف وحرص الإمارات على الوحدة الوطنية وتكريس أمن واستقرار اليمن ورفض الأجندة الإيرانية الطائفية في اليمن، ما يعكس تقدير المملكة للدور الذي لعبته دولة الإمارات للتوصل إلى الاتفاق، وكذلك تقديرها لتجاوب وتعاون جميع الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سلمي واتفاق يقدم المصالح الاستراتيجية لليمن ويسهم في تحقيق أمن واستقرار اليمن ووحدته.

مخرجات الاتفاق

يجمع المراقبون أن مخرجات الاتفاق والجهود التي بذلتها المملكة تؤكد مجدداً احترام الرياض لجميع مكونات الشعب اليمني وما يتفق عليه أبناء الشعب ومكوناته في المستقبل، وأن دورها هو دعم اليمن وشعبه لتحقيق الأمن والاستقرار، لافتين إلى أن اتفاق الرياض يؤكد على تنفيذ إجراءات مشددة لإدارة الموارد المالية للدولة اليمنية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي ورفع كفاءة الإنفاق، وإسهام خبراء ومختصين إقليميين ودوليين في تقديم المشورة اللازمة، وتفعيل دور البرلمان في التقويم والرقابة.

دعم اليمن

أجمعت النخب اليمنية على أن المملكة دعمت اليمن سياسياً وعسكرياً وتنموياً وإغاثياً في كل المحافظات لاستعادة الدولة وإنهاء التدخل الإيراني ومكافحة الإرهاب، خصوصاً أن الاتفاق يشدد على توحيد الجهود لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن، ومكافحة الإرهاب، بإعادة تنظيم القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب وتدريبها، بما يتفق مع أهداف التحالف في إرساء الأمن الإقليمي والدولي، وحرصه على استتباب الأمن، ونبذ أشكال التطرف، والكشف عن مصادره.

الدبلوماسية السعودية

تنشط الدبلوماسية السعودية عبر تاريخها الممتد إلى سنوات وعقود مضت، لتكون طرفا رئيسا في أي حلول في اليمن والمنطقة، بعد أن أدارت طي خلاف الأشقاء بحنكةٍ أدت لحقن دماء اليمنيين، والوصول لحل سلمي توافقي مبني على المرجعيات والمبادئ الرئيسية.

كما سعت المملكة إلى تكريس جهودها وإمكانياتها ومكانتها لحل القضايا الخلافية في المنطقة وتقريب وجهات النظر، من خلال الطرق الدبلوماسية، دون أن تستغل أيا من بعثاتها الخارجية في أعمال تنتهك حقوق رعاياها ومواطنيها أو مواطني أي من دول العالم.

ويقدر التحالف الذي وقف مع الأشقاء اليمنيين منذ الساعات الأولى للأزمة لجميع الأطراف تجاوبها وتعاونها في الوصول لحل سلمي للأزمة، والاتفاق على تقديم المصالح الاستراتيجية لليمن بما يؤكد الالتزام بالمرجعيات الثلاث، المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216.

آليات وترتيبات

يضمن الاتفاق آليات وترتيبات لتفعيل دور سلطات ومؤسسات الدولة اليمنية كافة، وإعادة تنظيم القوات العسكرية والأمنية تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية، ويحظى بدعم المملكة القوي للحل السياسي السلمي للملف اليمني، ما يدعو إلى التفاؤل بإمكانية الوصول إلى حلول لجميع الأزمات في اليمن إذا وجدت النوايا الصادقة للحل لدى جميع الأطراف.

مرحلة جديدة

يدخل اليمن بهذا الاتفاق مرحلة تطويرية جديدة تقودها حكومة كفاءات سياسية لا يتعدى عدد أعضائها 24 وزيراً مشهوداً لهم بالكفاءة والنزاهة والخبرة، مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية، يعينها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مهمتها توحيد الصف وتفعيل مؤسسات الدولة لخدمة المواطن اليمني بجميع مكوناته وتلبية احتياجاته المعيشية.

ويؤكد الاتفاق على الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة لجميع أبناء الشعب اليمني، ونبذ التمييز المناطقي والمذهبي والفرقة والانقسام، وإيقاف الحملات الإعلامية المسيئة بأنواعها كافة بين جميع الأطراف، مع التركيز على إدارة موارد الدولة بشفافية، ومكافحة الفساد عبر تفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة، وتشكيل المجلس الاقتصادي الأعلى وتعزيزه بشخصيات ذات خبرة ونزاهة.

أبرز مخرجات المرحلة الجديدة في اليمن

- تعيينات القيادات والمحافظين والمسؤولين يجب أن تعتمد على الكفاءة والنزاهة والخبرة

- القوات العسكرية والأمنية في المحافظات الجنوبية سيكون لها دور في تعزيز الأمن والاستقرار وحفظ أمن مؤسسات الدولة

- عودة رئيس الحكومة الحالية إلى عدن ستتيح له تفعيل مؤسسات الدولة ومباشرة صرف مرتبات موظفي القطاعين العسكري والمدني وتشكيل الحكومة الجديدة

- الاتفاق يحترم مطالب المكونات اليمنية كافة ويعمل على الوصول إلى تفاهم بالحوار والعمل السياسي

- المملكة تحترم جميع مكونات الشعب اليمني وكل ما يتفق عليه أبناء الشعب ومكوناته في المستقبل

- المملكة دعمت اليمن سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتنموياً وإغاثياً في كل المحافظات لاستعادة الدولة

- المملكة تقدر الدور الذي لعبته دولة الإمارات للتوصل إلى الاتفاق

بعض من الاتفاقيات والمصالحات التي رعتها المملكة

- 2018

إنهاء خلاف طويل بين إريتريا وجيبوتي

- 2018

مصالحة بين الفرقاء الأفغان

- 2007

مصالحة فلسطينية بين حماس وفتح

- ‏2006

مصالحة بين القيادات السنية والشيعية في العراق

- 2007

بين السودان وتشاد

- 1981

مصالحة بين المغرب والجزائر

- 1987

حل الخلاف بين البحرين وقطر