البريد السعودي من أقدم مؤسسات الدولة التي تأسست في العام 1901 ميلادية أي قبل توحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله في العام 1319 هجري، حيث كان أصحاب المحلات (الدكاكين) يعملون كمتطوعين للقيام بخدمة البريد في ميدان العدل في الصفاة بالرياض. تُوضع أكياس من القماش الأبيض مكتوب عليها اسم المدينة أو القرية، ويقوم صاحب الرسالة بوضعها ثم يتم إرسالها باستخدام الدواب مع المسافرين. أما البريد الوارد فيوضع في أماكن خاصة داخل تلك الدكاكين ومن له رسالة يحضر لاستلامها. أما في مكة وجدة فكان البريد يحمل على الدواب في رحلات تستغرق ما يقارب 14 ساعة، ومكتب البريد يكون له رئيس ونائب له، وبائع الطوابع ويسمى (مأمور كشك) ومأمور المسجلات والعادي، كما كان البريد يحمل على الجمال إلى الليث وجازان وأبها ونجران وغيرها من مدن الجنوب مرة أو مرتين في الشهر. وفي المدينة المنورة كان يحمل على الجمال إلى جدة، وبعد إنشاء الخط الحديدي بينها وبين دمشق أصبح البريد ينقل بالقطار، كما كان البريد الخارجي بين جدة ومصر يتم أسبوعياً بواسطة شركات الملاحة الخديوية والإيطالية والهندية، كما كان ينقل مرة واحدة أسبوعياً بين جدة وبور سودان، وكل 20 يوما إلى الهند. أما اليوم فالبريد السعودي يعد من أكثر الأجهزة الحكومية تطوراً، حيث العديد من الخدمات الإلكترونية التي تُقدّم وتتمثل في (خدمة واصل)، وخدمات العنوان الدولي (واصل العالمي)، وخدمات النظم الجغرافية للعناوين البريدية، حيث يعد عنوان البريد السعودي من العناوين الأحدث على مستوى العالم، لذا كل ذلك كان سببا في حصول مؤسسة البريد السعودي على العديد من الجوائز العالمية والإقليمية والمحلية في مجال البريد خاصةً وفي المجالات الأخرى بشكل عام منها على سبيل المثال جائزة البريد العالمي للجودة، وجائزة البريد العالمي لخدمة العملاء، وجائزة البريد العالمي لخدمة المجتمع عن تأسيس نظام جديد للعنونة، وجائزة الشرق الأوسط لتميز الحكومة والخدمات الإلكترونية، وكذلك جائزة الشرق الأوسط لتميز الحكومة والخدمات الإلكترونية كأفضل مبادرة إلكترونية 2014 من معهد جائزة الشرق الأوسط للتميز، وجائزة الإنجاز للتعاملات الإلكترونية الحكومية. كل ما ذكرته شاهدته بأم عيني في زيارة سريعة للبريد السعودي في المركز الرئيس بوسط الرياض، والتقيت مسؤولين في العلاقات العامة أبديا لي امتعاضهما وأسفهما لتدني ثقة المواطن السعودي في البريد رغم تلك الجوائز التي حصل عليها. استأت مما سمعت، وقررت خوض التجربة مع البريد السعودي، وطلبت سلعة من خارج المملكة، لأجد خدمات لم أكن أتصورها، ولم تخطر على مخيلتي البتة، جهاز حكومي مكتمل الخدمات برسوم بسيطة في متناول الجميع، والأهم من ذلك السرعة في الإنجاز، وحتى أكون منصفا لأهم قطاعات الدولة وأعني بذلك البريد السعودي لا أعلم من أين أبدأ بسرد الخدمات المقدمة هل خدمة تتبع الشحنات أو الطرود أو خدمة الرقم المجاني وسرعة التجاوب أم خدمة الموقع الرسمي للبريد. أما تطبيق البريد السعودي على الأجهزة الذكية فهو حكاية جميلة أخرى تعجز الكلمات عن وصفه.